اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مجاملة مدمرة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/09 الساعة 23:59
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

تحدثنا في المقال السابق، عن كيف أن العيد كشف زيف المشاعر وبرودتها، والزيف صفة لا تطبع تصرفاتنا في الأعياد فقط، ولكنها صارت سلوكاً متجذراً في حياتنا، تحت مسمى «المجاملة» التي صارت شماعة نعلق عليها كل أخطائنا وخطايانا، ونبرر بها كل عيوبنا، وكل زيفنا، فبعد أن كانت المجاملة سلوكاً اجتماعياً، يمارسه بعضنا على نطاق محدد، في بعض المناسبات، عندما يضطر للتواصل مع من لا يتفق معهم، فيضطر إلى «تعزيتهم» في حالة وفاة، أو مواساتهم في مصاب، صارت المجاملة تطبع سلوكنا السياسي والثقافي، وتتغلغل في كل نواحي حياتنا، فتطبعها بطابع الزيف، بكل نتائجه التدميرية، والأمثلة على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:

كثيرة هي المرات، التي وقع فيها، بعض السادة النواب، مذكرات نيابية، حتى إذا جد الجد، وحان الحين، سحبوا تواقيعهم، فإذا سئلوا عن سر هذا اللحس للتواقيع، قالوا أنهم لم يقرأوا المذكرة أصلاً، وأنهم وقعوها مجاملة لزميلهم الذي تبنى المذكرة ابتداء، أو أنهم لحسوا التوقيع مجاملة لهذه الجهة أو تلك.

التوقيع ولحسه، في إطار المجاملة، ليس حكراً على بعض النواب، فنوابنا هم شريحة من مجتمعنا، وما بهم هو نتاج تربية مجتمعنا، وفي مجتمعنا كثيرة هي الحالات، التي صدرت فيها بيانات سياسية، وغير سياسية، ثم لحس الكثيرون من الموقعين عليها تواقيعهم، وكانت تبريراتهم لذلك هي نفس تبريرات النواب، الذين أشرنا إليهم، ولا غرابة في ذلك، فالبيئة السياسية والاجتماعية واحدة.

وما دمنا في إطار السياسة والبرلمان والانتخابات، فإنه لابد من أن نشير إلى ممارسة أخرى، من ممارسات المجاملة المدمرة، وهي ما نشهده في افتتاح المقرات الانتخابية، على اختلاف أنواعها, فكم هم أولئك السادة المتحدثون في افتتاح هذه المقارات كانوا مقتنعين بالمرشح الذي يتحدثون عنه، بل أكثر من ذلك ما هو حجم معرفتهم به، قبل الادلاء بشهاداتهم وإشاداتهم به؟

غير المتحدثين بافتتاح المقرات الانتخابية, كم هي نسبة الصدق، فيمن يأمون مقرات هؤلاء المرشحين، ويعلنون تأييدهم لهم، حتى إذا أفرغت الصناديق من ما في بطونها، لم يحصل المرشحون على عشر من أمّ مقراتهم، وأعلن تأييده لهم، فإذا سئلت بعض هؤلاء الذين يؤمون مقرات هذا المرشح، أو ذاك عن سر ذهابه إلى المقرات أجابوا « مجاملة»، متناسين أن إعلان تأييد مرشح هو موقف سياسي، فهل هذه المجاملة هي أحد أسباب زيف حياتنا السياسية؟

ومن السياسة وزيفها أيضاً، نضرب مثلاً آخر، على المجاملة المدمرة، هي تلك التي يشارك فيها بعض الساسة، وغير الساسة في ندوات ومؤتمرات حول قضايا مثيرة للفتنة، دون اقتناع منهم، لكنهم يشاركون مجاملة للمنظمين، فتكون مجاملتهم وبالاً عليهم وعلى غيرهم.

ينقلنا الحديث عن الندوات والمؤتمرات إلى الحديث عن لون آخر من ألوان المجاملة المدمرة، في حياتنا، أعني به المجاملة في مجال الثقافة والإعلام، فكثيرة هي المقالات الخالية من المضمون، ومن الفكرة، وأحياناً من الترابط، ناهيك عن ركاكة اللغة، فإذا سألت عن سر النشر قيل لك «مجاملة «لفلان، أو لأن «علان» توسط لصاحب أو صاحبة هذا المقال، الذين أو اللواتي صار بعضهم وبعضهن أصحاب زوايا ثابتة في وسائل النشر «كان الله في عون الزملاء المسؤولين عن المقالات في وسائل إعلامنا» وهو أمر ينسحب على الاستضافات في وسائل الإعلام المرئي والمسموع، فالكثير من هذه الاستضافات يتم من باب المجاملة، ثم نسأل عن سر إدبار الناس عن المشاهدة والاستماع، وما دمنا في إطار النشر والناشرين، فإن ذلك يقودنا إلى نوع آخر من أنواع المجاملة المدمرة، والمتمثل في هذا الحجم الهائل من إعلانات نعي بعض المتوفين, الذين تتسابق الشركات والمؤسسات والأشخاص إلى البكاء عليهم من باب المجاملة لهذا المتنفذ أو ذاك الممول, دون النظر إلى الآثار المدمرة للاقتصاد وللعادات الاجتماعية لهذه المجاملة.

يقودنا الحديث عن العادات الاجتماعية, إلى الحديث عن صنف آخر, من أصناف المجاملة المدمرة, في حياتنا, وهو الإسراف والتبذير في بعض دعواتنا للولائم, والمصحوب بها السهولة في استجابة كبار القوم لدعوات « مراق الطريق», سواء كانت هذه السهولة في قبول دعوة غداء, أو عشاء, أو قبول دعوة للمشاركة في جاهة لخطبة عروس عقد قرانها, منذ زمن وصار, الأمر رياء اجتماعياً, يشارك فيه علية القوم «مجاملة» دون أن يأخذوا بعين الاعتبار أنهم يدمرون أشياء كثيرة, من بينها هيبتهم ورمزيتهم ومكانتهم بين الناس.

كثيرة هي ممارسات المجاملة المدمرة في حياتنا, أخطرها تلك التي لها علاقة بهويتنا الوطنية وللحديث صلة.

الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/09 الساعة 23:59