اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هل عيدنا سعيد؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/02 الساعة 12:51
مدار الساعة,

جاء العيد وقد ضاعت ملامحه بين نفس ضاق بها الفرح واودى بها القرح , ونفس تواقة ليوم يسوده صفاء السعادة والسرور بعد ان تملكها واخذ منها الغضب والقهر طيلة ايام انتظاره , كنا نفرح ونغني لااطلالته ونرقص طربا لقدومه ومن حولنا اطفاله ومحبيه في ردح من الزمان الجميل لم يطل بنا كثيرا حتى اصبح زمان قبيح , واليوم ياتي واغنيته ولحنه ممزوج بالالم والحزن وضيق الحال الذي اصبحنا نرقص له على اصابع اقدامنا خوفا من ان تدوسه فيذهب فرحنا في غمضة عين وجفاء , يوم اصبحت فيه الاحرف والكلمات ضربا من العجز والاوهام , ولا يسعنا الا ان نكتب ونفرح رغم الغضاضة والذلة والمهان , لعلنا ننسى في لحظة امل ما يجول في صدورنا من كبت والم وحسرة وقبح الايام.

يأتي العيد لنستيقظ من يومه نتسابق وبخطى وطيدة على غزو حظائر الاغنام والخراف لذبحها وسلخها والتبرك بالدماء , ولا نسارع ولو بخطى وئيدة لذبح الجوع والفقر والحرمان , يا حادي العيس سلم عليهم وقل لهم ان اهلك نسوك وفرج الله لن ينساك

جاء العيد ليذكر اطفاله كم هم فقراء وكم هم في هذا اليوم بحاجة للباس يكسوا به احسادهم من ثوب بال مر عليه ازمان , وقرش عزيز عليهم يمتعهم في الحدائق والملاعب مثل اطفال السعيد , انه بالنسبة لفئة الفقراء عيد حزين لاترسم فيه البسمة على الوجوه ولا يحدوهم فيه الامل لقلة حيلتهم ومشقة الزمان البغيض , عيد يتمناه الجميع ضيفا كريما ولكنه يأبى الا ان يكون بخيل , وجعل عيدهم يوم من ايام ذي مسغبة وفي ضنك من العيش فيه يرزخون .

اي عيد نتمتع فيه بالحرية ونشعر اننا فيه طليقون وتملىء جوانبنا لحظات نشوة وانبساط , وعلى مرمى من ابصارنا يرزخ الاقصى اسير الذل والاغتصاب , وشعبه سجين الظلم والاحتلال والملاين من المسلمين تحج الكعبة ولا احد يطرق بابه مع انه من شعائر الاسلام الا اذا كانت اياديهم قاصرة وارجلهم اثقلتها الاحمال , اي مذلة هذه واي هوان ان يرتع الذئب في حقولكم وانتم عنه نيام وتدعون العروبة رمز الشرف والنخوة والاقدام.

اي عيد ترمون به شيطان الجن كل عام بملايين الجمرات وشيطان الانس كل يوم يحرقكم بالفتنة والفساد فلا ترمونه ولو بجمرة ولاسائل له ولا مسؤل بل وعن افعاله تسكتون .

اي عيد تدمر فيه البلدان وتسفك فيه الدماء ويهجر فيه العباد وتمتلىء فيه صدور الثكالى واليتامى حسرات والام وهم يتجرعون السم الزعاف ليل نهار لا شفقة منكم ولا رحمة ولا احسان , طمعا في غنائم الدنيا وعزوفا عن ثواب الرحمان , وتستقوون على بعضكم بالغرباء من ائمة الكفر والضلال ليقتلوا اهلكم ويدمروا بيوتكم وينهبوا ثرواتكم من اجل منصب او جاه , لقد عدنا الى جاهلية الغزو والسبي والمجون حتى اصبح الوطن اوطان وامسى البلد بلدان وحق علينا القول لقد تنازعنا وفشلنا فتطايرنا ادراج الرياح, بفعل ايادينا لابفعل عمر وعثمان.

يا من تضحكون على انفسكم بفنجان قهوة وملبسة وحبة معمول وتحية وسلام نابع من الشفاه ويتعدى صدقه القلوب , وزيارة يتيمة في كل عام للاهل والارحام وبعدها في زوايا النسيان تقبعون كأن شيئا من الامر لم يكون , لقد عاد العيد من حيث اتى وذهبت معه فرحة لم تكتمل وغصة في النفس باقية وجرح في القلب عميق عساك يا عيد تأتي في ايام لاجائع فيها ولا مظلوم ولا غراب ينعق على الاطلال والمكلوم , وان تأتينا بفرحة عارمة تملىء اجوائنا فرحا وسرور وترسم على وجوه اطفالنا ابتسامة الرضا والقبول , وحينها تكون بحق عيدنا السعيد.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/02 الساعة 12:51