نادي إبداع الكرك والحضور العالمي

حين يحظى نادي ابداع الكرك باهمتام الكتاب والمعنيين الغربيين، ودعم العرب، فإنه يحقق بذلك، تقدماً كبيراً وحضوراً عالمياً تجاوز حدود الوطن والإقليم، ليحظى باهتمام واعتراف المؤسسات المعنية بالابداع والتعليم والتقدم.

المهندس حسام الطراونه مؤسس النادي قرر العودة لمسقط الرأس منذ سنوات، والعمل والاسهام الحقيقي في التنمية، وليس المساهمة الديكورية التي ترغب فقط بجلب الدعم لمشروع شخصي ومن ثم الخروج من المدينة كحال الكثير من المبادرات. وهو لا يرغب بالثناء لمجرد مدحه، فهو صاحب رسالة مختلفة وبعيدة كل البعد عن المكاسب الشخصية والذاتية. فقد طوّع الرجل الصعاب واعاد الاعتبار للمدينة من خلال طريقته وفكره ورسالته، واعطى درساً للجميع، بأن العمل ممكن في الأطراف وأنها تستحق التعب والتضحية.

ينطلق النادي من مبادئ أساسية تتعلق بالابداع كأساس للتقدم والفكر الناقد والمستنير والقيادة والمسؤولية والحياد الديني والسياسي وبالمواطنة وخدمة المجتمع، وينشد النادي تعليم المواهب ورعايتها وعقد الدورات التدريبية للطلاب اليافعين الذين باتوا يجدون فيه ملاذا وقبلة لتنمية مواهبهم وصقلها، ومنحهم فرصة الابداع والتعبير عن قدراتهم في مكان يحترمهم ويحترم عقولهم ولا يتاجر بهم.

خلال سنوات قصيرة صنع النادي له موقعاً متقدماً بين المؤسسات التنموية في البلد، وبات معروفاً عربياً وعالمياً، برغم كل التحديات إلا أنه اليوم بات العنوان الأبرز في الكرك في مجال التنمية والابداع.

يحدثني شاب جار لنا أسمع عبدالرحمن المبيضين، عن فرحته في استقبال النادي له، ورعاية موهبته في الكتابة، كأن الدنيا فتحت له أبوابها وهو يتحدث بشغف وحب عن تجربته مع النادي وعن استعداده لدعمه.
الأطفال في هذا السن الذي يراعهم به النادي هم أحوج ما يكونون للدعم والانتباه، واليوم ينهض نادي الإبداع في الكرك في مسؤولية عظيمة، وبدون جلبة واعلام وبهرجة غير مقنعة، إنما بالجد والصبر والفعل التقدمي من أجل المستقبل الذي هو الغاية.

وقع النادي مع العديد من المؤسسات على اتفاقيات تعاون أبرزها محلياً مؤسسة شومان التي تدعم كل عمل محترم، ولها جهودها الطيبة، وهي بذلك تصنع الشراكة والتكامل، وتنجز اهدافها التنويرية أيضاً من خلال النادي.

أخيراً، حين قرر المهندس حسام الطروانه الاستثمار في المعرفة والابداع ومن حر ماله، وأسس نادي الابداع، كان بذلك يغادر كل أفعال المقاولين والساسة والتجار، وكان بوسعة أن يفعل ما يفعلون، أراد الاستثمار بشكل مختلف تغلب على الكثير من التحديات والمقولات المخيبة للآمال، وتقدم بالمجتمع وعمل على تنميته بالمعرفة واشاعة ثقافة الابدع.

كم هي سعادة الأطفال ممن يبثون تجربتهم ويتحدثون عن الساعات والأيام والدورات التي حضروها، وكم هي فرحتنا بأن هناك أملا يصنع ونافذة وعي وحب للحياة، مما يجعل النادي مؤهلاً لأرفع الأوسمة والجوائز، وأغلاها عند القائمين على النادي هي تقدير المجتمع وتحقيق الانجاز والرسالة المرجوة.

الدستور