المرعي يكتب: آمـالٌ وأحْلامٌ ونَـجَـاح

جَميلٌ أنْ يكونَ لِكُلٍّ مِنّا أحْلامُهُ وطُمُوحاتـُه، وأمْنياتـُهُ وتَطَـلّعاتُهُ في الحياة. والأجْملُ أنْ يَسْعى إلى تَحْقيقِها بِالْجـِدِّ والمُثابَرة، والْوسَائلِ النظيفةِ المَشْروعةِ التي تَصُبُّ في مَجْرى القَنَواتِ الحقيقيّةِ المؤدّيةِ إلى الْهَدَفِ المَطْلوب.

ولكنّ الأجْملَ مِنْ هذا، وذاك – هو أنْ يَـتَـقبّـلَ الإنسانُ النتائجَ التي يصلُ إليها بعدَ تلكَ الجُهود ، وأنْ يُدْركَ أنّ مُسْتَوى تَحْقيقِ الأملِ أو الطُموحِ هو أمرٌ نسبيّ ، قدْ يكونُ بهذهِ النسبةِ أو تلك ؛ إذْ ليسَ شَرْطاً أنْ تتحققَ الأحلامُ والآمالُ والطموحاتُ كاملةً غيرَ مَـنْقُوصَة ، وبنسْبةِ مئةٍ في المئة.

أقولُ هَذا، ونحْنُ نَـجـِدُ بينَنا مَنْ يَـتَعَامَلُ مع هذهِ الْحياةِ، وكأنّها بظُروفِها وشُروطِها، قِطْعةٌ من الْعَجينِ في يديْه ، يُشَكِّـلُها كيْفما شاءَ ، وَمَتى أراد .

هُناكَ مَنْ يَتوهّمُ أنـّهُ إذا حقّقَ الْهَدَفَ مَـرّةً ، فَسَيُحَقِّقُه ، حَـتـْمَاً ، كُلّ مرّة ، أو أنّه إذا سَعى نَـحْوَ تَحْقيقِ غَايةٍ ، فلا بُدّ لتلكَ الْغَايَةِ أنْ تتحقّقَ، وبشكْلٍ كَاملٍ لا يقبلُ الْفَشَلَ، أو النّقْصَ، ولا يَخضعُ لقَانونِ نسبيّةِ الأشياء.

إنّ الْحَياةَ في نظَرِ الْعَاقلِ لَيْسَتْ قِطْعَةً من الْعَجين، وليستْ كُرَةً صَغيرَةً مِن الْمَطّاطِ بيـْنَ يديْه . وَلَيْسَتْ الأحْلامُ والطّمُوحَاتُ سِلَعَاً عَلى الرّفِّ ، يَـتـَناولُها بِمُجرّدِ دفْعِ الثّمن.

لِلْواقعِ شُروطُه، وللمُجْتمَعِ أهْواؤُهُ ورَغَبَاتـُـهُ ونَـزَاوَتـُه . والحياةُ ليْسَتْ مُخْـتَبـَراً يُمْكِنُ التّحَكُّمُ في كُلِّ ظُروفِه، بِحَيْثُ تَخْرجُ النتائجُ ،دائماً، مُتَمَاثِلةً مُتطابِقَةً ؛ تـَبـَعَاً لِتَطابـُق اِلمُقدِّمات.

مِنْ حَقّـِـنَا أنْ نَطْمَحَ ، ونَحْلُمَ ، ونأمُلَ ، ونتَمنّى . ومِنْ حَقّنا أنْ نـَقْـرَعَ كلَّ بابٍ يؤدّي إلى نَــجَـاح ، ولكنْ، عليْنا أنْ نـُـدْركَ ، باسْتِمْرار ، أنّ الرّيحَ لا تهُبُّ دائِماً وَفْقَ رغْبةِ الْمَـلّاحِ والسّفينَة ، وأنّ القَمَرَ لَيْسَ مَعْنـِيّاً دائِماً ، بِهَوَى السّاري .

أيّامُكُمْ نـَجَـاح، ودُروبـُكُمْ خَضْرا .