اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لأنهم يشبهوننا !!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/14 الساعة 00:20
مدار الساعة,العرب,

هناك حكاية ايرلندية عن رجل دين قرر ان يترجل من برجه العاجي الى الابراج الطينية والقصديرية ونال شهرة واسعة، واجتذب الناس وفاز في اكثر من مناسبة، لكنه بعد فترة اشتكى لأحد اصدقائه من ان الناس الذين يحتك بهم يوميا قد بدأوا ينصرفون عنه، فأجابه صاحبه: لأنهم ادركوا بأنك تشبههم وواحد منهم ولا شيء آخر.

بالطبع لدينا في موروثنا العربي اشعار واقوال مأثورة عن مطربة الحي التي لا تطرب الا الغرباء وعن النبيّ الذي لا كرامة له في قومه، وعن المُعيديّ الذي تسمع به خير من ان تراه، مما يجزم بأن البشر يشتد فضولهم وانجذابهم لمن لا يعرفون او لمن يقيمون حاجزا بينهم وبين عامة الناس، فهل الأجدى لمن يريد الاحتفاظ بمكانته وجاذبيته ان يعيش داخل شرنقة معزولا بارادته ؟ ام ان الخلل في الناس انفسهم بعد ان عانوا من الاستبداد والاستعباد آلافا من السنين وتكونت لديهم افكار عن انفسهم لا تليق باستحقاقهم الادمي ؟

تذكرت في هذا السياق شاعرا روسيا حوكم وسجن ثم نال جائزة نوبل هو برودسكي، فقد قال انه يفضل ان يكون مواطنا عاديا في مجتمع حرّ على ان يكون شاعرا او بطلا في مجتمع من العبيد، واذكر ان صديقا عربيا من الاثرياء قال لي ذات يوم انه يفضل ان يكون مواطنا فقيرا في بلد غني على ان يكون غنيا في مجتمع فقير، لأنه عندئذ سيكون آمنا على نفسه واسرته، ولن يشغل نفسه بحراسة املاكه والشعور بالخجل من الفارق الكارثي بينه وبين مجمل الناس !

والشعوب التي افقدها التاريخ الغاشم خلال قرون او الفيات ثقتها بنفسها تنظر بريبة الى كل من يشبهها، وعلى سبيل المثال كنا في المدرسة نخشى المعلم المتجهم والقاسي ونحسب له الف حساب ولا نتأخر في تأدية الواجب المطلوب منا، لكننا كنا نستخف واحيانا نتطاول على مدرس متسامح معنا، ويبتسم لنا ولا يعقد حاجبيه او يلوّح بالعصا !

انه ميراث طويل من سايكولوجيا الاستبداد وتغليب الخوف على الحب والاحترام، فهل عانى معظم علمائنا العرب ومفكرينا من قسوة الواقع والإنكار لذنب واحد فقط اقترفوه هو انهم يشبهوننا ومنّا ؟؟

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/08/14 الساعة 00:20