اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

غشني بالثمن ولا تغشني بالسلعة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/06 الساعة 11:05
مدار الساعة,صحة,قائمة,شركات,الاردن,

بقلم:الدكتور محمد كامل القرعان

..على سيرة الجاج الفاسد الذي تم ضبطه مؤخرا وطريقة تصريفها الشياطنية للاستهلاك البشري دون مراعاة لادنى مربوط درجة من الاخلاق والامانة والرجولة. والرجولة تعني عند العرب كل القيم الحسنة للشهامة والنخوة والصدق و الموقف فأن خانتكم انفسكم فلا تخونكم قيم الرجولة، أما ان يصل بكم الحد يا ضعاف الانفس وعبيد المال واللاهثين وراء الثرى تجارة بصحة المواطن وبصحة المعوز. وبهذا فقد دللتم على انفسكم بالمهانة ووصمة بالعار سمعتكم و الغش ؛ " فمن غشنا فليس منا". ان فعلتم الدنيئة والاساءة لمفهوم التضامن الاجتماعي وفعل الخير ، كمن ابتاع للمدير لحم حمير... قصة حقيقية وقعت لاحد مدراء المدارس في قريتنا. وكان مدير مدرسة رجلا يضرب به المثل بالاخلاق مثاليا بعمله مخلصا بالاداء، وقد اصطحب المدير طلبته برحلة مدرسية لاحدى المناطق السياحية وبالفعل اعد العدة وجهز المطلوب وانطلقوا بحافلة تقلهم للمكان، واثناء سيرهم حط المدير راكبته قريبا من احدى الاستراحات الجاثمة على جانب الطريق ، ولماذا تحديدا هذه الاستراحة ؟ لانها ذات السمعة والقدم و يعرف عن صاحبها الامانه ، و نتيجة ما يمتاز به من نظافة واهم شيء ان هذا المطعم يقدم لحم (بلدي) يعني مش مغشوش وثقة .

وترجل الطلاب من حافلتهم يتقدمهم المدير للاستراحة وسط استقبال حافل من قبل صاحبها ،الذي اعتنى بجلسة المدير وبمكان الطاولة بجانب النافذة وبغرفة مهوية وشرحة ومرحة ، اما المنيو قائمة الطعام فقد تصدرها وجبة المنسف باللحم البلدي المهم كانت الوجبة الرئيسة منسف بلحم بلدي وبالفعل احضر كبار القراصنة حصة المدير امامه وعلى طاولته وبدأ المدير يأكل ويشرب، لكنه لاحظ ان قطعة اللحم على صحنه يكنفها الغموض وقد خصها القرصون للمدير ، لكن المدير دخل الشك في قلبه ، فحاول ان يقارن بين قطعة اللحم التي قدمت له وبين كتف خاروف فلم تركب وقارنها بالفخذ لم تركب لم تروق له ، وايضا فقد كانت كبيرة وغريبة اللون الرامي للبني الغامق ورائتحها لم يستسيغها ، فدارك الموضوع وكبت شهيته ولم يتناولها، وتم الانتهاء من الاستراحة وشكر المعزب وبعدها تم متابعة الرحلة، والمدير يفكر بقطعة اللحم ، وروى القصة لزملائه الاساتذة لكنهم لم يهتموا كثيرا ، المهم وبطريق العودة من الرحلة، اراد المدير ان يبدد شكوك نفسه فأمر السائق بالاستراحة عند نفس الاستراحة ليطمئن قلبه حول ما يجول بخاطره، واثناء استهمامه بدخول المطعم تفاجأ باغلاقه بالشمع الاحمر وعند استفساره من احدهم عن هذا الاغلاق اجابوه بأن الاخ كان يقدم للزبائن لحم حمير عندها ايقن المدير ان قطعة اللحم التي خصها بها القرصون كانت لحم حمير ....

وقتها تذكر ان بقريته حمار ضاع قبل اسبوعين ، وختم المدير قوله " لحم حمير وسرقه كمان ".ّ وهذا ينطبق تماما برأي بالشركات التي اكلتنا على مدى عشرات السنين الدجاج المبرد والجامد وامناها على انفسنا وصحة اطفالنا وبالتالي تتجار بدمائنا فهم يسرقون اموال الشعب ويتاجروا فيها بالجاج الفاسد الا لعنة الله عليهم وبالاردني سبعهم ما انقصهم . جاج مجمد وفاسد ويوزع بشهر رمضان الكريم فان اثمك مضاعف ولن نسامحكم على كل قطعة دجاج احتسيناها من شركاتكم ، لا سامحكم الله ولا بارك فيكم ولا باموالكم ، ( طرود خير) وفاسدة ، وهل يجتمع الخير والحرام ، والخير والشر شيئان تناقضان كما هو حال الماء والنار ؟ شتان ما بينهما! تاجروا وغشوا بالاسعار وارفعوها لكن لا تغشونا بسلامة السلعة فهذا حرام ومرفوض، وكما قال المثل الهندي غشني بالسعر ولا تغشني بسلامة السلعة، فصحتنا تاج ونعمة فوق رؤوسنا فلا تلوثوها..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/06 الساعة 11:05