الأوركسترا الوطنية الصينية جينان.. عذوبة اللحن الكلاسيكي على ’شمالي جرش‘

مدار الساعة - تتميّز الفرق الصينيّة بالاحتراف الموسيقي الراقص والأوبيرالي، وتقدّم كلّ عام لجمهورها في مهرجان جرش للثقافة والفنون عالماً من الخيال والسحر على المسرح الشمالي للمهرجان، نظراً لظاهرة الإمتاع البصري السريعة التي تقدّمها هذه الفرق والاختيار الدقيق للشباب المشاركين الذين يخضعون لدورات مكثّفة في الرشاقة وخفة الحركة قبل أن يمثّلوا بلادهم في المحيط العربي والعالمي.

في "جرش" 2017 ، وبمناسبة مرور أربعين عاماً على العلاقات الثقافية والدبلوماسيّة بين الأردن والصين، نحن على موعد مع الفرقة الوطنيّة للأوركسترا "جينان" التابعة لمنطقة جينان عاصمة إقليم شاندونغ، إذ يعود نشوء هذه المدينة التاريخيّة إلى أكثر من 2600 سنة، ولذلك هي تُعرف بـ"مدينة الينابيع" نظراً لطبيعتها الخلاّبة التي تدفع بأهلها وشبابها نحو الإبداع الثقافي منذ نعومة أظفارهم، عدا اهتمام هذه المنطقة بالثقافة والفنّ والرقص والموسيقى والغناء.

تأسست فرقة جينان قبل أكثر من ستين عاماً، وتضمّ بين كادرها شباباً محترفين تخرّجوا عدا إبداعهم الفطري في كبريات المعاهد الفنيّة الصينيّة في الموسيقى، ولذلك فليس غريباً أن نعيش أجواءً آسرة مع الموسيقى الصينيّة التي اعتادها الشعب الصيني وحفظ أغانيها عن ظهر قلب، خصوصاً وأنّ فرقة "جينان" كأوركسترا وطنيّة لإقليم كبير بحجم شاندونغ وللصين بشكل عام، شاركت كثيراً في المهرجانات العالميّة وهي مرشّحة لتقديم المزيد في المهرجانات التي تراها جمهورية الصين الشعبيّة مهرجانات جادّة وتحتاج فرقاً احترافيّة في الموسيقى والأوبيرا والغناء والرقص.

تصاحب هذه الفرقة آلاتها الموسيقيّة المميزة، مثلما تقول السيرة الذاتيّة للفرقة إنّ في صفوفها فنانين استطاعوا أن يعيشوا الجو الموسيقي في تكريس حياتهم له، فلذلك فازوا بجوائز عديدة في كلّ المناسبات التي شاركوا فيها، يدفعهم حب الصين وفخرهم بهذا الإنجاز الذي يراكمون عليه في جو من التنافس الإبداعي، ولأنّهم يعتبرون الموسيقى والفنّ جسراً حقيقيّاً يربط بين شعوب العالم ويقوّي من الشعور الإنساني ويعزز الصداقات، مثلما يجعل التبادل الثقافي والفني حقيقةً ماثلةً بين الدول والشعوب.

ويهدي مايسترو وفريق الأوركسترا الأردن أعظم باقات الحب والاحترام للنهضة الثقافيّة والفنيّة التي حققها، معربين عن سعادتهم وهم يشاركون في مهرجانٍ كبير بحجم مهرجان جرش للثقافة والفنون، بناءً على سمعته العالميّة ووجود الكثير من الفرق الآسيوية والغربيّة والعربية المشاركة فيه.

وفي السياق يقول المستشار الثقافي في السفارة الصينية بعمان سامي يانغ إنّ الفرقة التي ستغني للصين والحب والأوطان المحبة للسلام ستقدّم موسيقى كلاسيكيّة على أنغام آلات تقليدية مثل المزمار الصيني والقانون الصيني وآلة الأرغو وهي تشبه إلى حد كبير الربابة وجاءت إلى الصين عن طريق الشمال الإفريقي عبر طريق الحرير.