اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الجدالات المتضاربة حول التدخين.. من الخاسر ومن الرابح؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/05 الساعة 10:33
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم: سمو الأميرة دينا مرعد

الكثير منا لا يعرف كيف ومتى دخلت السيجارة في حياتنا، ولكن عند التساؤل والقليل من التفكير نكتشف انها باتت موجودة في حياتنا بشكل دائم، تدور حولنا بصمت مثل الثعلب الماكر منتظرة الوقت المناسب لتصطاد فريسة جديدة. فمنذ الطفولة رأينا السجائر معززة ومكرمة على الصواني الفضية جاهزة للتقديم، ورأينا أحب وأعز من هم علينا يجلسون وينفثون الدخان كل يوم، من الجدة مرورا بالأهل وثم الأقارب والأصدقاء. ووجدنا السيجارة في كل مكان أينما التفتنا وتواجدنا، من السوبرماركت الى الدكانة الصغيرة خارج مدرستنا. فبدون قول أي كلمة، تعزز لدينا أن التدخين شيء طبيعي ومقبول. ومرت الأيام وكبرنا وباتت الرجولة تعلن عند تدخين أول سيجارة وبذلك نشأ جيل كامل تحت غيوم سوداء مدمن على الدخان.

ومع كل سيجارة كبرت أيضا شركات التدخين وظهرت أخرى جديدة في سوق مغري يتنافس فيه المال على حساب الصحة وتضخمت ميزانياتها بشكل فاق ميزانيات دول بأكملها. وإذا عملت بحثا بسيطا على محرك البحث الإلكتروني "غوغل"، تجد أن راتب المدير العام لهذه الشركات العالمية يفوق الخمس ملايين دولار. وهذا الراتب المعلن، ناهيك عن المكافآت المالية الأخرى.

أنا على قناعة أن هذا المقال سيزعج بعض الناس، وسيطلق عنان الحوار وسيرفع حدة الجدل والانقسام في الآراء ما بين الذين "مع" أو "ضد" التدخين. فجماعة الـ"مع" سيرفعون راية "الحرية الشخصية" أو "الخوف على الاقتصاد الأردني“ أو يناشدون بـ"اتركوا لنا شيئاً ننفّس من خلاله همومنا". بينما جماعة "الضد" يطالبون حقهم في حماية أنفسهم وأطفالهم وحقهم الأسمى في "تنفس هواء نقي".

ويشتد الجدل ويحتد النقاش وتتعالى الأصوات وكأن المعركة هي بيننا نحن! بينما الخصم الصحيح والمعني خارج كليا من الحلبة؛ بل وربما يتواجد في أفخم فندق في إحدى الجزر السياحية الجميلة، مستلقياً تحت الشمس، يتذوق طعاما شهيا وربما يلعب الرياضة للحفاظ على صحته وإطلالته. نعم، هذا الخصم الحقيقي؛ فهو ينوي ألا يدخن، ولكن ينوي ويسعى بعزم بأن تظل السيجارة مشتعلة من فم لآخر دون توقف، وكأنها الشعلة الأولمبية المقدسة؛ الى أن تكتسح العدد الأكبر من الرئات وتبصمهم بالحبر الأسود كعلامة انتصار ملوثة بالشحار وبتحدي "ها أنا هنا وهذه رئتي لأبد الآبدين" ... وإلا، من سيدفع فاتورة الفندق والقصر الجميل والطائرة الخاصة و.. و.. !

نعم، فالموضوع، أولا وآخرا، هو عبارة عن تجارة ضخمة لشركات التدخين العالمية. وهذه التجارة مربحة وسهلة جدا، فليس لها الا هدف واحد، وهو أن تصطاد الشباب من الطفولة الى عمر الـ26 سنة، وإلا نجوا من الشرك. وهذا الهدف الواحد ممول ببلايين الدولارات ومبني على دراسات دقيقة وأسس علمية. وبهذا، فقد فهمت هذه الشركات سايكولوجيا كيفية التحوّل من تدخين السيجارة الأولى إلى مدخّن مدمن ومن ثم إلى استهلاك علبة كاملة يومياً، حتى أنها أطلقت أسماء على المراحل المختلفة التي يمر بها مدمنو التدخين، فالبداية تكون بالمرحلة التمهيدية، ثم مرحلة المحاولة، تليها المرحلة التجريبية، ثم مرحلة الاستهلاك المنتظم، وتُختتم الجولة بالإدمان. ومن ثم يبقى الزبون لمدى الحياة دون الحاجة للتسويق الإضافي.

وكأي تجارة يوجد ربح أو خسارة. ولكن هذه التجارة فريدة من نوعها، حيث أن الخسارة لا تمس بمساهميها كما هو العادة، ولكن تمس بزبائنها الذين هم مستهلكوها ومصدر رزقها في آن واحد! فهي التجارة الوحيدة من نوعها التي تزمع علنا بقتل زبونها ولكن ببطء، بالطبع بعد أن تكون قد خنقت رئتيه وحرقت جيوبه وامتصت دماءه. فلنفتح أعيننا ونعترف ولو لأنفسنا، من "الخاسر" ومن "الرابح" في هذه المعركة.. وهل أنت "مع" أو "ضد" التدخين؟ والأهم من ذلك أنت "ضد من" بالضبط؟!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/05 الساعة 10:33