العشائر الأردنية لا تساوم على فلسطين

إن قيام مجموعة ممن يحسبون على العشائر الأردنية بعمل لا يمكن أن تقبل به المدرسة (بني حسن) لن يكون له أي ثقل او موقف، وربما قد قام البعض بتحميل تلك الزيارة اكثر مما تحمله، ولكن التاريخ يقول لنا إن صلاح الدين الأيوبي عندما كان ذاهبا لتحرير بيت المقدس اختار من العشائر المحيطة ببيت المقدس عشيرة بني حسن لما سمع عنهم من التدين والبأس والنجدة والمروءة والكرم، فقام بأخذ إعداد كبيرة من أبناء هذه العشيرة العريقة والتي أهملتها كتب المؤرخين لأسباب كثيرة لا يسع المقام لشرحها، وقام صلاح الدين بأقتطاع أراضي حول مدينة القدس وما زالت الى يومنا الحاضر تعرف باسم قرى بني حسن.

إذاً ليس هناك داعٍ للمزاودة على العشائر الأردنية لأن فلسطين والاقصى تحديداً ما زال حاضراً في وجدان جميع أبناء العشائر الأردنية، ولن يتزعزع هذا الحب والالتزام بسبب قيام بعض ممن يحسبون على العشائر الأردنية بتلك الزيارة الغير مدروسة.

إن الترابط العشائري بين الأردن وفلسطين متين ولا يمكن أن تنفك عراه، والعارفين ببواطن الأمور يعلمون أن هناك منتفعين لمثل هذه الاحداث من الأشخاص او الحركات التي تتصيد في المياه الضحله من اجل شرخ تلك الوحدة وضرب الهدف الاسمى الذي يجمع الشعبين الشقيقين وهو إرجاع فلسطين الى الفلسطينيين والمسلمين كما ذكر الله سبحانه وتعالى في القران الكريم والذي يتلى الى يوم الدين.

نعيش في هذه الأيام فتن كثيرة، منها ما يهدف الى شق الوحدة الداخلية او زعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية والأمنية منها تحديداً، والآن نرى نوع جديد من الفتن يهدف الى ضرب العلاقة التاريخية الدينية العرقية ما بين العشائر في كلا الجانبين، ولكننا نقول لكل أصحاب الفتن خسئتم ولن تنالوا من وحدة شعوبنا وسيمضي مركبنا في بحر الأمواج العاتية حتى إرجاع الحقوق الى أصحابها.