اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ماهر أبو طير يكتب: إذا فشلت الحرب على الفساد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/14 الساعة 23:04
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

في عشاء قبل أسبوع، جالست ثلة من النواب الحاليين والسابقين، وكنا في بيت أحدهم الجبلي خارج عمّان، وكان حظي السعيد ان أجلس الى جانب نائب سابق اشتد سخطه في تلك الليلة.

تذكرت سنوات نيابة النائب السابق، الذي لم يكن ساخطا في سنوات السمن والعسل، وكانت الأمور بنظره مثالية، وكلما حدثه الناس، سابقا، عن قضايا الفساد في البلد، كان يرد ان هذه شبهات فقط، وان لا ادلة، وان من لديه وثيقة فلا يجب ان يكتمها، وربما ألقم من يطالبون بفتح ملفات الفساد حجرا حتى يسكتوا، لكنه في تلك الليلة، تحدث بطريقة مختلفة، فلا تعرف ان كان موعد الانتخابات هو السبب، ام ان مزاجه السياسي يضطرب هذه الأيام، لاعتبارات متعددة، فيهمس بكلام -غير المعتاد-، بل وتصحو فيه الرغبة المفاجئة بالمكاشفة الوطنية.

ليس من حقي ان أحلل الدوافع هنا، ولا سبب التحولات، ولولا اللياقة في هكذا لقاءات لكدت ان احرجه وأساله امام الكل لماذا سكت كل هذه السنين، هو وغيره من النواب عن قضايا الفساد، لولا نفر من النواب امتلكوا الجرأة لفتح ملفات محددة، فأصابوا أحيانا!.

يظن هؤلاء ان الناس بلا ذاكرة، فإن تغير الخطاب، صدقتهم الجماهير، ولا يعرف هؤلاء ان اللوم سيكون مضاعفا، اذا شربوا حليب السباع متأخرين، وباتوا يقفون في جبهة المطالبين بفتح ملفات الفساد، وقد كانوا صامتين آمنين طوال سنوات، فأين كانوا سابقا، وكيف يمكن ان نصدق هذه الصحوة المتأخرة، بدون اخضاعها لتأويلات عدة.

هذه قصة باتت مزعجة جدا، لأن النائب يتحدث فقط، وفقا لحالته ذلك اليوم، فإن كان راضيا، سكت عن قصص كثيرة، وان غضب لسبب ما، يحدثك عما لديه من وثائق فساد سرية، لا يريد اشهارها -إن صح امتلاكه أساسا لهذه الوثائق- حول تورط كثرة او قلة في قضايا الفساد، خصوصا، اذا كان معيار تغير موقفه، لا يرتبط بصحوة الضمير بل بمصالحه، وهو يتناسى هنا، انه كان جزءا من منظومة الفساد التي يتهمها اليوم، كونه سكت عليها سابقا، او حتى استفاد منها، في تلك التواقيت، بشكل أو آخر.

حين تناقش كثرة من النواب الحاليين والسابقين، عما اذا أدوا دورهم أساسا في محاربة الفساد، تأتيك الإجابات غامضة، وعلينا ان نعترف ان قلة قليلة، كان لديها القدرة على فتح ملفات فساد، فيما سكت كثيرون، اما حرصا على مصالحهم الشخصية، او مصالح ناخبيهم، او تكيفا مع معادلات مختلفة، يرون ضرورة عدم تجاوزها، وهكذا يصير حديث هؤلاء عن قضايا الفساد متأخرا مثارا للوم والعتب، فلماذا سكتم كل هذا الوقت، ولماذا يراد مني أن اصدقهم؟.

هذه الأيام تنهمر قصص الفساد على رؤوسنا من كل صوب، وكأنها منخفض جوي آسيوي، فساد مالي، قصص تهرب ضريبي، قصص من الجمارك، قصص احيلت الى هيئة النزاهة وهي على صلة بتقارير ديوان المحاسبة، وقصص احيلت الى القضاء، افراط في استعمال الصلاحيات، رشى صغيرة وكبيرة، وهذا المناخ وعر وصعب، لكنه أيضا على ما فيه من إشارات سلبية، يأتي تلبية لمطالب الناس، الذين يريدون محاربة الفساد بكل انماطه، وهو اختبار مفتوح بالاتجاهين، الناس، والمؤسسة الرسمية، لقياس صدقية وقدرة الطرفين.

نحن امام السؤال الأهم حول ما اذا كنا حقا على المستوى الشعبي نريد محاربة الفساد بكل أنماطه، ام لا، واذا ما كانت لدينا القدرة على دعم هذا الجهد، وعدم تلوينه ومحاولة اتهام الذين يحاربون الفساد، أو الخروج عن العناوين العامة المتعلقة باسترداد المال العام، فلا يصح هنا، هذه الازدواجية، حيث شعارنا محاربة الفساد، لكننا نريد محاربته عند غيرنا، من أرواح واشباح، او عند من نراه فاسدا بمعاييرنا الشخصية والذاتية.

اذا فشلت الحرب على الفساد، فإن المسؤولية هنا تقع على الكل، الناس الذين لم يقدموا غطاء الدعم لهذه الحرب، تحت وطأة شكوكهم، والمؤسسة الرسمية التي لم تكمل المشوار حتى النهاية، واختارت التكيف مع المرض المزمن، فإن عبرنا العام 2020 دون نتائج على الأرض، فعلينا مع مطلع العام 2021 ان نعترف اننا فشلنا جميعا.

الفساد مكلف، لكن فشل الحرب على الفساد أكثر كلفة بكل ما تعنيه الكلمة.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/14 الساعة 23:04