هذا ما فعله رجل الأعمال الأردني نديم المعشر

مدار الساعة - نهار أبو الليل - لم يخطب رئيس مجلس إدارة شركة الزي لصناعة الألبسة الجاهزة بنا، كما اعتاد المسؤولون أو النخب الاقتصادية، حتى اذا عدنا الى منازلنا عرفنا ان شيئاً لم يحدث على الارض.

نديم المعشر فعل ما لم يفعله الكثير من رجال الأعمال.

لم يقل أو يعلن مسبقاً، كما يفعل الكثيرون، عن انه يهدف لتحقيق إنجازات، ثم صفقنا له، حتى إذا عدنا إلى منازلنا عرفنا جميعا أنْ لا تغيير جاداً وقع.

هو ببساطة فعلها. وأخذ برؤية الملك حقيقةً واقعةً، فما نحن بصدده كان فعلاً جادّاً، وقراراً سيحدث فرقاً.

مجلس إدارة شركة الزي لصناعة الألبسة الجاهزة برئاسة رئيسه نديم المعشر يعلن عن رفع رأسمالها إلى 30 مليوناً وإنشاء مدرسة تدريب متخصصة.

قرار مفاجئ وسط استغلال شركات لجائحة كورونا من اجل التخلف من بعض الأعباء القانونية والمالية لديها. تريد أن تتربح على حساب الناس.

شركة الزي لصناعة الألبسة الجاهزة فعلت العكس تماماً. رفعت رأس مالها فيما تعمل شركات على خفضه والذريعة أزمة جائحة كورونا.

في الخبر ان مجلس إدارة شركة الزي لصناعة الألبسة الجاهزة قرر رفع زيادة رأسمال الشركة بمقدار 18 مليوناً وسبعمائة وواحد وثمانين الف دينار ليصبح رأس المال المصرح ثلاثين مليوناً.

وفي الخبر أيضا ان المجلس في جلسته التي عقدها الاثنين برئاسة رئيس مجلس الادارة نديم المعشر، قرر تخفيض رأس مال الشركة المصرح من 12 مليون دينار اردني ليصبح (11,218,309) دنانير.

ما يعنيه كل ذلك وجود "قيمة إيجابية لعملية رفع رأس المال"، ومن أهم مؤشراتها خلق فرص تدريب وعمل للشابات والشباب الأردني من شتى انحاء الوطن.

هذه هي المسؤولية الاجتماعية لشركة اردنية تريد ان تفعل شيئا وتضع يدها بيد الوطن، بعيدا عن كلام اقتصاديين وأصحاب أعمال اشبعونا كلاما على شاشات التلفاز فاذا ما اداروا ظهورهم طردوا عمالهم، واداروا وجههم للوطن.

المعشر وهو يشرح ما جرى قال إن "أول امر سنقوم بعمله هو انشاء مدرسة تدريب متخصصة لصناعة الألبسة يشرف عليها مهندسون صناعيون ذوو خبره طويلة في هذا المجال من الصين وإيطاليا ومن المصنع نفسه".

كما أعلن عن بناء وتجهيز منامات داخل حرم المصنع بهدف استقطاب الشباب والشابات من مختلف المحافظات (إربد، المفرق، جرش، معان...الخ). بالإضافة الى ذلك سيتم تأمين وجبات الطعام لكافة العاملين.

كما ستعمل الشركة، وفق المعشر، على خلق برنامج تعليمي وتثقيفي متكامل وشامل بالتعاون مع كبرى الجامعات ومراكز الأبحاث، وسيشمل البرنامج المحاور التالية: المواطنة الصالحة، والفنون والتاريخ والسياحة واللياقة البدنية، وسنقوم بتنظيم رحلات لشركات أخرى وأماكن سياحي لإضافة صبغة شمولية ولتوسيع إدراك المتدربين.

ويعتبر قطاع صناعة الألبسة الجاهزة من أكبر القطاعات الإنتاجية في العالم من حيث الإيرادات واعداد العاملين، فهو يتميز بانخفاض التكلفة التشغيلية وخلقه لفرص عمل أكثر مقارنةً مع القطاعات الأخرى فعلى سبيل المثال، قطاع صناعة الألبسة يحتاج الى 15,000 دينار لخلق فرصة عمل واحدة، بينما القطاع الفندقي يحتاج الى 150,000 دينار للفرصة الواحدة، فكل ألف فرصة عمال في قطاع صناعة الألبسة يحتاج الى 15 مليون دينار، وكل ألف فرصة في القطاع الفندقي تحتاج الى 150 مليون دينار أردني. وهذا يؤكد على أهمية القطاع في تخفيض نسبة البطالة.

في الأردن يُشغل القطاع من 70,000 الى 79,000 عامل، أكثر من 30 ألفاً منهم اردنيون، حيث يعتبر ثالث أكبر قطاع تشغيلي للأيدي العاملة بعد القطاع العام والجهاز العسكري.

وذكر المعشر ان قطاع الأقمشة والمنسوجات يساهم في الصادرات الوطنية والتي تبلغ 6 مليارات دينار أردني بنسبة 25% وبقيمة تصل إلى 1.25 مليار دينار سنوياً، غالبيتها للسوق الأميركية والاوروبية. يمكن ان يصل هذا الرقم الى أكثر من 4 مليارات دينار سنوياً بعد خمس سنوات، وهذا يساعد على جلب العملة الصعبة للأردن وسد عجز الميزان التجاري، وتشغيل الايدي العاملة.

ولفت إلى أن شركة الزي لصناعة الألبسة الجاهزة، وهي من أوائل هذه الشركات والمصانع الحديثة في الاردن، تأسست عام 1992 كشركة مساهمة عامة، وعلى مر الاعوام قامت الزي بتصدير ما يقارب الـ 400 مليون دولار لأسواق عالمية كالولايات المتحدة وأوروبا. وقد وضعت اسم الأردن على قائمة الدول المنتجة لسلع ذات جودة عالية وأسعار منافسة ولعلامات تجارية عالمية مثل Armani, Kenneth Cole, Ralph Lauren...وغيرها.