كمال زكارنة يكتب: اين الفعل العربي ؟

الكاتب : كمال زكارنة

نتساءل عن الفعل العربي قبل ان نبحث عن الصوت العربي ،الصامت والمفقود ،فلا صوت ولا صدى يسمع ،رغم ان كل مواطن عربي من الدار البيضاء الى الكويت تواق ومشتاق ولديه رغبة جامحة لسماع اي صوت عربي ،يرد على تهديد ووعيد نتنياهو وغانتس بضم مساحات واسعة من الاراضي الفلسطينية المحتلة ،ولم تسمع الشعوب العربية الا صوت الملك عبدالله الثاني الذي كسر حاجز الصمت ،وتصدى بكل شجاعة وجرأة وحكمة على تهديد ووعيد نتنياهو وغانتس ،وردّ عليهما بتحذير اكثر قوة ورزانة وتأثيرا في الرأي العام المحلي والاقليمي والعربي والدولي.

خيبة امل واحباط شديدين تعانيهما الشعوب العربية بسبب خنوع وهوان وتخاذل وضعف القيادات العربية امام الصهاينة المحتلين لفلسطين مسرى النبي وقبلة المسلمين الاولى وارض الانبياء والشهداء والاطهار والابرار ،ولم ترد الدول العربية حتى على مستوى اجتماع طاريء او تشكيل لجنة قانونية او سياسية لمواجهة خطط الضم الاسرائيلية ،وكأنها لم تسمع ولا تدرك المخاطر وغير معنية بما يدور على الارض ،ولم تحاول وضع خطة معينة للتصدي للعدوان الاحتلالي على الارض الفلسطينية المحتلة ،رغم ان هذا الموضوع الخطير جدا يتطلب ، استنفارا عربيا من المحيط الى الخليج وتشكيل لجان عربية اسلامية دولية سياسية وقانونية ،للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومجابهة خطط الضم الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية المحتلة وافشالها ،بالتعاون مع دول العالم ومنظمات ومؤسسات دولية فاعلة ،وعدم التلكؤ وانتظار ان يقع الفأس بالرأس ومن ثم التحرك بعد فوات الاوان.

المخطط الصهيوني يتطلب حزما عربيا في الرد والمواقف والتحرك ،والخروج من اطار الجامعة العربية الى الفضاء العالمي واستخدام الطاقات والامكانات العربية في التصدي للمشروع الصهيوني الخطير جدا الذي يستهدف فلسطين التاريخية ودولا عربية اخرى في مرحلة لاحقة ،فهذا المشروع الاجرامي لا يقتصر على ضم الاراضي ،بل هناك بنود اخرى تتضمن التهجير القسري للمواطنين الفلسطينيين وترحيلهم والاستيلاء على مدنهم وقراهم ومخيماتهم واحلال المستوطنين مكانهم ،والقاء قنابل ديمغرافية ضخمة في دول عربية مجاورة وافتعال الفوضى الخلاقة في هذه الدول.

اذا حدثت عملية الضم فانها ستكون المسمار الاخير في نعش اي خيار غير الحرب والعنف والفوضى ،او الاستسلام الشامل والانبطاح للعدو الصهيوني.

الامة العربية مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى ،باتخاذ المواقف القوية والضغط على الادارة الامريكية والكيان الصهيوني لوقف مشاريعهم التوسعية في فلسطين المحتلة والعمل الفوري على توفير الحماية الدولية للاراضي الفلسطينية المحتلة والشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ،لان الحاضر والتاريخ والمستقبل لا تقبل ادارة الظهر ولا ترحم والشعوب لا بد وان تفيق.