خلف الزيود يكتب: إجراء الانتخابات ومصلحة الاردن

بقلم الدكتور خلف ياسين الزيود

ان اجراء الانتخابات بموعدها الدستوري وضمن الظروف التي تمر بها الاردن هي نقطة قوة تضاف للبلد بالإضافة لما تحقق في الاونة الاخيرة وهي بناء نموذج جديد للدولة والشعب, يعطينا هذا الخيار بعدا اقليميا ودوليا ولتبقى الاردن تعطي تجاربا ناجحة في ظل ضعف الامكانيات. وهنا يتم التأكيد داخليا ان الدولة هي دولة قادرة على احترام دستورها مهما كانت الظروف وأن الاردن لا يمكن ان يعجز أو يحيد عن أدواته وقيمه وخاصياته الأساسية في ظبط وتنظيم الحياة العامة والاستمرار بخطى الاصلاح.

لذلك أصبح من الضروري عدم تأجيل الأستحقاق الدستوري المتمثل بأجراء الأنتخابات النيابية المقبلة في موعدها، وذلك لأسباب النجاح التي حققها الاردن بكبح جماح كورونا والحالة التي وصلنا لها ونعيشها وهي عدم القلق والإحباط والخوف من السيطرة على الفيروس المستجد داخليا ضمن هذا الوعي الوطني والالتزام المقبول بالثقافة الصحية.

وحيث ان الحياة الانتخابية في الأردن من أقدم ما هي في الاقليم وتمثل نموذجاً ديمقراطياً متقدماً في العالم العربي. وبما أن الحياة الانتخابية الأردنية مثالا ساطعا ومنذ 1947 للديمقراطية الاقليمية, فانه ليس من الجيد ان تتعرض للكبو بسبب حالة عارضة تم ويتم السيطرة عليها, وكذلك فان المسار التاريخي للحياة النيابية الاردنية أكبر من كل ما يمكن ان يؤدي الى تشويه هذا المسار. ودائما تشكل الانتخابات النيابية جزءاً مهماً في ماهية ولب الديمقراطية وترسيخها.

وحيث أن الشباب هم عماد واساس نجاح التنمية وبناء مستقبل الوطن ولان منهم من سيمارس حقة الدستوري الانتخابي لاول مرة وهم بناة الاصلاح، فلا بد من الوقوف عند ذلك والاهتمام، لان الشباب هم قوة الوطن وأمله، يبنى المستقبل بطاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم.

ونتحدث عن الشباب ونخصهم بسبب حالة الوعي العام الذي يعيشه مجتمعنا هذه الأيام في ظل ما يمر العالم من ظروف بالإضافة إلى زيادة نسبة اهتمام مجتمعنا بمؤسساتنا وعلى رأسها مؤسسات صنع القرار ولأن الحاجة ام الاختراع فأن شعبنا يعي اليوم أهمية وجود مجلس نواب على سويه عاليه لما نحتاجه من تشريعات جديده تشكل الصيغة الجديدة للحياة ما بعد كورونا .

لابد من أن نستغل الصعاب لنصنع الإنجازات وهذه الظروف هي البيئه الخصبه للإنجاز والعمل ونحن على ثقة بأن اجهزتنا ومؤسساتنا قادرة على إتمام ترتيبات الاستحقاق الدستوري بموعده و من الممكن أن يتم ابتكار طرق حديثه و متطورة للعملية الانتخابية(سنتحدث عنها في مقال لاحق) ككل حيث نحمي مواطنينا ونلتزم بالإجراءات الصحية ومنها والاهم تسهيل العملية اكثر لزيادة نسبة التمثيل وهذا ما يسعى له جلالة الملك المفدى منذ سنوات .