اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عصام قضماني يكتب: نظام عالمي جديد.. ما هي ملامحه؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/10 الساعة 03:52
مدار الساعة,كورونا,كشوف,

يوما ما سيسدل الستار على وباء كورونا، لكن في الأثناء تتحضر القوى العالمية لانتقال لن يكون سلسا إلى نظام عالمي جديد فما هي ملامحه وهل بدأت؟.

منذ اللحظة الأولى التي كشف فيها الغطاء عن جائحة كورونا تواتر الحديث عن نظام عالمي جديد، حتى قبل أن يتعرف العالم على هوية الجائحة ومدتها والأضرار التي ستخلفها والصدع الذي أصاب النظام العالمي القائم وكأن التحضيرات للنظام العالمي الجديد كانت بدأت قبل جائحة لم تكن سوى صفارة البداية.

هل كان العالم بحاجة لهذه الجائحة للبدء بعملية الإحلال؟، هناك من يؤيد هذه النظرية، بأن الحاجة كانت لسبب يدفع الى إطفاء النظام العالمي القائم للبدء بالنظام الجديد، فهل بدأ فعلا؟.

نعم لقد بدأ، وأولى علاماته، التحول الرقمي السريع، وقرب اختفاء النقد المتهم بنقل العدوى ورواج التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد، لكن قبل ذلك كانت العولمة بمعناه الواسع وهو انفتاح الأسواق وحرية التجارة قد ضاقت مع إغلاق الحدود، وانتشار الآف منصات حصرت فيها تعامل البشر مع الخدمات والتعليمات والأوامر، وسريعا سيتحول الإنسان الى آلة تتلقى التعليمات والمنصات ستمثل الحكومات .

لكن ما هو شكل الدولة في النظام العالمي الجديد؟، هي حكومات ستحكم عن بعد وصلتها بشعوبها منصات وشاشات كمبيوتر وهواتف ذكية، وتعليمات توزع على الإنترنت، لكن المثير حقا هو الإستجابة الهائلة مع هذا النمط من الأنظمة وكأن البشر كانوا على حافة التنفيذ، فماذا بقي سوى شريحة يحملها في جيبه أو يضعها في داخل هاتفه أو في ساعاته أو حتى في جسمه ليتم تفعيل النظام الجديد الذي سيقوم على قاعدة بيانات هائلة بنيت بالفعل بفضل المنصات الحكومية التي قامت على مدار ثلاثة أشهر من عمر الجائحة بجمع معلومات لم تكن فرصة مماثلة لتتوفر لجمعها وبسرعة فائقة.

هناك من يصف شكل الدول وخصوصا القوى العظمى في النظام العالمي الجديد بأنها ستميل إلى الانغلاق، وأن شهيتها للتدخل في الأزمات الخارجية ستقل، لكن لماذا قد تحتاج إلى التدخل المباشر أو التدخل مكشوف الوجه طالما أن التكنولوجيا والذكاء الصناعي سيقومان بالمهمة وأكثر شراسة، أعتقد أن شكلا جديدا للاستعمار والهيمنة سينشأ وهو ما سيميز بين الدول العظمى التي ستبقى عظمى والدول النامية التي ستزداد تخلفا وقابلية للهيمنة على سلوكياتها.

النظام العالمي القائم فشل في إنهاء الإرهاب الذي ظل يتنقل بين الدول بحرية، وفي النظام الجديد ستكون السيطرة أكثر قوة وسيطرة والفضل للتكنولوجيا التي سينصاع لها كل البشر بدعوى النظام الصحي الجديد.

الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/10 الساعة 03:52