اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

تحذير هذا أوانه

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/08 الساعة 23:00
مدار الساعة,الأردن,كورونا,الاردن,صورة,الأمن,اقتصاد,

حتى صباح يوم الخميس الماضي، كان هناك إعتراف عالمي، بان الأردن في طليعة دول العالم, التي انتصرت على جائحة فيروس كورونا, وقدم نموذجاً عالمياً يحتذى به, وهو ما كانت تتحدت عنه أهم وسائل الإعلام في العالم.

هذا النجاح بمقدار ما يثلج الصدر, ويثير كوامن الاعتزاز بوطننا, فإنه كان يجب ان يجعلنا في أقصى درجات الانتباه, لأسباب كثيرة أولها: أن هناك قوى كثيرة, لا ترغب في أن يكون هناك نموذجاً عربياً متميزاً, يمكن أن يشكل حالة يقظة على مستوى الأمة وهو مابدات بوادره تلوح في أفق الأمة, فكثيرة هي وسائل الإعلام العربية التي اشادت بالنجاح الأردني, وفرحت له, طالبت بالاقتداء به, وبالتعاون مع الاردن، والاستفادة من تجربته, وهذا أمر يقلق أعداء الأمة الذين لا يريدون بقعة ضوء في ليل الأمة, لأنهم يعرفون ان ما يوقظ الأمم من سباتها هو قصص نجاح أبنائها, وهاهو الأردن يقدم واحدة من هذه القصص المتميزة, التي يمكن البناء عليها, مما يغيظ أعداء الأمة ويدفعهم للعمل المضاد.

ومثل أعداء الأمة, وكرههم ليقظتها, هناك أعداء الداخل واعداء النجاح، ممن يتمددون في ضعف الدولة، أو في تراخيها,وهو التراخي الذي حصدناه يوم الخميس الماضي، أكثر من عشرين إصابة كورونا، مما أفسد انتصارنا، وأساء لصورة وطننا، مما يجب أن يعاقب عليه المسؤول، الذي تراخى قبل السائق الذي استغل هذا التراخي، فكلاهما شريك في ارتكاب إلاساءة لصورة الوطن.

لقد استنفرت جائحة كورونا عناصر القوة الحقيقية في الدولة الأردنية, فإذا هي دولة قوية قادرة على الإنجاز، كما هي قادرة على الضرب بيد من حديد, كما حدث في قضية التصاريح المزورة, مثلما أنها قادرة على تنفيذ قراراتها وإجراءاتها مهما كانت قاسية ومكلفة, وهذه كله لم يكن يرغب باستمراره اولئك الذين ادمنوا على التمدد في ضعف الدولة وتراخيها, ولذلك عملوا على استعادة حالة التراخي حفاظاً على مصالحهم دون اكتراث بالحفاظ على المنجز الوطني.

لقد حذرنا من محاولات أعداء الداخل وأعداء الخارج لحرف بوصلة الدولة عن مسيرة الإنجاز، وإشغالها عن مواصلة النجاح،ومواصلة هؤلاء حملات التشكيك، لهز ثقة الأردنيين بدولتهم، التي لم تتوقف , فقد شاهدنا الكثير من الفيديوهات المزورة التي تسيىءلجهاز الأمن، ولأداء الدولة أثناء جائحة كورونا, مثلما سمعنا الكثير من العويل والتهويل من الانهيار الاقتصادي, وتبعات ذلك من بطالة وفقر وجريمة، وكأنها من المسلمات, وكأنه ليس هناك إجراءات لاستيعاب ذلك كله, لجعل الاضرار في حدودها الدنيا، وكأن كلفة الاستلام و التسليم بين السائقين على الحدود، أغلى من سلامة الأردنيين، وصورة الأردن؟

خلاصة القول: أن نجاح الأردن الموصو,ف في مواجهة خطر كورونا كان سيثير غيض أكثر من جهة, لذلك كان علينا الحذر، وعدم الإنجرار وراء الشعبوية، فهي أخطر من الإنجرار وراء الإشاعة،التي يمكن أن نقاومها بالتدقيق في كل معلومة أو صورة, تصلنا والتأكد من مصدرها, إما الإنجرار وراء الشعبوية فهي بحاجة إلى مسؤول، يفضل صورة الوطن على صورته الشخصية، مسؤول يفضل الحزم على التراخي، الذي يقود إلى العواقب الخيمة، مما رأينا نموذجا منه يوم الخميس،الذي يجب أن نتعامل معه على إنه تحذير، ان أوانه.

فلنفوت الفرصة على اعداء النجاح , بالمزيد من الحزم ونبذ التراخي، و الالتفاف حول وطننا لحمايته, وتعزيز انتصاره وإنجازه.
Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/05/08 الساعة 23:00