اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الرواشدة يكتب: تنازلوا عن أنانيتكم

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/08 الساعة 11:29
مدار الساعة,الأردن,كورونا,قانون,منح,شركات,الموظفين,معان,

بقلم: أوس حسين الرواشدة

أسوأ ما يصيب المجتمعات وخاصة في وقت المحن والأزمات، أن تداهمها جيوش الأنانية، والأنانية تجاه الوطن هي ذاتها الأنانية التي نعرفها بمعناها الاصطلاحي، لكن الفرق أن أنانية فرد تجاه وطنه " تحرم" الجميع من الحصول على الفائدة، وذلك اعتمادا على مقولة " دمار العالم ولا خدش في اصبعي".

من المؤسف أن نرى في ظل هذه الظروف الصعبة، أشخاصا رفضوا التنازل عن أنانيتهم مفضّلين بذلك مصالحهم الفردية على مصلحة الوطن، وأبوا أن يضحوا "كرمال" عيون الأردن وجهوده الكبيرة، معتبرين ذلك حفاظاً على حقوقهم وأنهم غير مضطرين لبذل القليل تجاه الوطن والمواطنين، ونسوا أنهم إذا أرادوا الإبقاء على شمعتهم مشتعلة، عليهم حرق أصابعهم في سبيل إخماد باقي الشموع.

هناك الكثير من هذه النماذج الأنانية - للأسف - في وطننا ، منها الغني الذي لم يتبرع بجزء من أمواله لمواجهة جائحة كورونا ، وكأنه قال " ضمنياً " : "مالي الي ولعيالي " ، وتناسى بأنه من " عيال " هذا الوطن ، وأن الأردن له حق عليه ، فحينما يغدو الأب شيخاً يكون الابن " عُكّازا " بيده يستند عليها ، وبالرغم من أن قانون الدفاع يمنح للحكومة الصلاحية بوضع يدها على أي مبالغ مالية تحتاجها ، لكن مرة أخرى كانت حكومة الوطن كأبٍ رحيم على ابنائه حتى وإن "عقّوه " ، كما قال ذات مرة والدي : " الأجيال لن تسامح، والتاريخ لا يرحم".

لدينا نموذج آخر من الأنانيين هنا، وهم المدرسون والأساتذة الذين تخلوا عن الطلبة منذ بداية الأزمة، منهم من " تراخى " في تأدية واجبه التعليمي، ومنهم من انسحب تماما من ساحة التعليم، هؤلاء يتعاملون مع التعليم على أساس أنه "عمل يُنجَز وأجر يُدفَع " فإذا تحقق الأخير لم يكن للأول أهمية ، وهم بذلك يخرّجون أجيالا كاملة ستكبر وستذكر بأن "المعلّم" قد تخلّى عنهم يوم الشدة ، ولم يوفِ رسالته حقها ، مسيئين بذلك للوطن قبل الطلبة ، فالطلبة ذُخر الوطن .

أصحاب الشركات والمدارس الخاصة، الذين امتنعوا عن دفع رواتب الموظفين والمعلمين، منعوا بأنانيتهم عائلات العاملين لديهم بأن يحصلوا على قوت يومهم وما يلزمهم خلال هذه الأزمة، وسمحوا لذاتهم ان تمتنع عن تقديم أبسط معاني الإنسانية والتآخي تجاه أشخاص قضوا ساعات طويلة في العمل، وقدموا خدمات كبيرة للمجتمع، ووقفت أنانية أرباب العمل حاجزا بينهم وبين ما يستحقوه بحجة تغيبهم عن العمل ، مع أن هذه التغيّب كان إجباريا للجميع .

يبقى أخيرا كل مريض بفيروس كورونا علم بمرضه، ولم يتوجه لمستشفيات الحجر الصحي، ولم يتخذ الإجراءات الصحيحة بحقه، ومارس حياته بشكل طبيعي ، وكل شخص خالف التعليمات وظلم بأنانيته وطناً كاملا يسعى للانتصار على هذا الوباء .

إن جميع هؤلاء "الأنانيين" أشبه بأفراد الأوركسترا الذين خرجوا عن تعليمات المايسترو وقاموا بتخريب "معزوفة " وطن ، يعزفها جميع أبناء هذا الوطن بكل انسجام واقتدار.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/08 الساعة 11:29