اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

غادة عقل تكتب: أنا والأيام وكورونا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/05 الساعة 17:36
كورونا,مدار الساعة,حادث,صورة,

بقلم غادة عقل

لم أكن يوما متشائمة منذ صغري و أنا أرى أن الجميل قادم مهما

تطاول اختباؤه خلف الأفق.

كنت أنظر لغضب أبي أنه مقدمة العاصفة التي سرعان ما تزول لتشرق بعدها شمس الدفء من عينيه المصوبتين نحوي و أنا صامته و الدمع يلمع في مقلتي، فيبدأ بالضحك و يصالحني و يأخذني من يدي ليشتري لي الحلوى "فتكون رشوة ليرى ضحكتي" ولكني اتصنع أنني لا زلت حزينة لأحظى بالمزيد من الأحضان والقبل.

نعم كنت أحتال ليزيد الدلال ويطول العناق، و يده تربت على كتفي ويقول لي "حبيبتي كله ولا زعلك".

كنت أجد السعادة في صوت أمي و هي تناديني لأجلس بقربها لتسرح شعري و تخبرني بقصص الأميرات.

كنت أشم رائحتها الجميلة وأنا بقربها كانت لها رائحة تشبه رائحة الياسمين، وكان وجهها كما البدر يسر الناظرين.

كنت أبحث عن الفرح بين ألوان الطيف، و أجده يبتسم لي من بعيد.

كنت أحادث القمر كل ليلة سرّا وأخبره بما فعلت طيلة النهار، كنت أظنه حبيبي السري الذي لا يجب أن أحدث عنه أحدا.

كانت السعادة تسكن الحب

و ما زالت تسكنه، و رغم كل ما مررت به في حياتي، من قسوة وخذلان و مرارة أسقتني إياها الأيام.

رغم كل ما يدور من حولي و رغم الفوهة التي تضيق حول وجداني ما زالت هالة الفرح تحيط بي، وما زال هناك أمل يلوح من بعيد، ما زالت موسيقى الكون تعزف بالقرب من أذني، وما زالت البلابل تشدو بالقرب من نافذتي على شجرة في حديقتي
زرعتها حبا و نقاء وسيجت بها بيتي.

ما زالت عيناي تحرسان هذا البنيان الذي يسكنه أبنائي وما زلت أرى الشمس تشرق مع أول إبتسامة أراها على محياهم الجميل.

و أغرق في نهر من الشهد عندما أراهم قد كبروا و أصبحنا كما الأصحاب نلعب ونلهو و يشاكس بعضنا بعضا، أشعر حينها أن العمر الذي مضى و أنا أربيهم و أتعب وأسهر و أعاني قد مر مرور البرق و كأني لم أتعب يوما فكيف أتذكر التعب و أنا أجني ثمر ما زرعت طوال السنين حبا و مودة و أرى أولادي بخير يملؤون حياتي سعادة و حنانا.

هذا الحظر لا يتعبني فأنا أعيش أسعد لحظاتي بين أحضان عائلتي الجميلة.

أنا قوية كما القلاع لم تهدمني يوما مطرقة الحياة بل زادتني قوة لأعبر نهر المتاعب لأصل إلى ضفاف الحب مع من أحب.

هذا الحجر علمني أني أقوى من كورونا و أني سأحمي عائلتي التي أحب و بيتي الذي بنيت لبنه لبنه حبا، سلاما، حتى أصبح صورة عن الجنان

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/05 الساعة 17:36