اقتراحات من الحجر الصحي

مدار الساعة - كتب: الأستاذ الدكتور موسى العبادي .. كليه الطب - الجامعه الاردنيه

ها نحن ننتظر عودتنا لبيوتنا بعد أسبوعين بالتمام والكمال تنفيذًا للإجراءات الاحترازيه بعد عودتنا من خارج البلاد. من الساعه السادسة صباحا ونحن جاهزون للمغادره حتى نتبوأ الحجر الثاني اللازم في بيوتنا وأيضا لمده أسبوعين. سمعا وطاعه، ولن نتوانى عن تنفيذ ما هو مطلوب لحمايه بلدنا الحبيب. ننتظر في غرفه الفندق ونحن نقرأ في الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي صيحات المئات وربما الألوف من مواطنينا والتي تقطعت بهم السبل في بلاد أخرى كثير منها تنتمي للدول "المتقدمة" مطالبين دولتنا بالعودة الى بلدنا الحبيب. فقد بات من الوضوح بمكان ان اردننا بأمان وان هذه المملكة الصغيرة قد أصبحت بمصاف الدول "المتقدمة" بل والعظيمة في نجاحها بمعالجه هذه الازمه. الجميع يوميًا بانتظار اخبار الثامنة مساء، الصغير قبل الكبير متمسمرين أمام التلفاز وكلهم شوق لمشاهده وسماع الثنائي الوزاري الرائع، العضايله وجابر.

لقد باتت علاقه الأردنيين بهذا الثنائي علاقه لا تشوبها التشوهات او نظريات المؤامرة التي عاده ما تزيد في مثل هكذا ظروف. جديه، شفافيه، صدق، تفاني واخلاص لهذا البلد دونما حسابات شخصيه ما يشعر بهم مواطننا الأغلى ما نملك. وهكذا تتحقق المعادلة الصعبة في هذه الأيام لتوطيد جسور الثقة بين الشارع والسلطة التنفيذيه. هنيئا لنا بهكذا رجال وطن وتحيه وتقدير لجميع الجنود المرئيين منهم والمجهولين في معركتنا هذه ضد هذا الوباء. على الجميع المشاركه بتحمل المسؤولية وكل حسب امكاناته وقدراته، فحكومتنا في امس الحاجة الان للدعم بشتى أنواعه وأشكاله. وهنا اود الاقتراح بان تفتح مؤسساتنا غير الحكومية الباب وان توافق على ان يفتح باب التبرعات من خلال المؤسسات نفسها بطريقه تضامنيه حيث تتبرع المؤسسة بنفس مقدار المتبرع (Matching contribution). وهذه طريقه متبعه في كل أنحاء العالم. كلنا أمل ان تحظى هذه المبادرة بقلب مفتوح من الجميع دون استثناء.

والله من وراء القصد، حمى الله الأردن والجميع، انه على كل شيئ قدير.

من الحجر الصحي الإلزامي الثاني