اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الأردنيون يكشفون عن معدنهم الأصيل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/31 الساعة 00:46
الأردن,مدار الساعة,اردن,كورونا,اقتصاد,

الدولة تستعيد عافيتها، هذا باختصار ما أنجزناه في نحو شهرين فقط، بعد ان عجزنا عن انتزاعه، رغم كل محاولاتنا على امتداد السنوات الطويلة.

ما حدث ليس صدفة ابداً، فمعدن الأردنيين حين «تحكه» الأزمات يكشف عن أصالته، شهدنا ذلك في «الكرامة» المعركة، وفي مطلع التسعينيات حين هاجمتنا أزمة الخليج والحرب على العراق ، وفي مواقف أخرى كثيرة اختبرت فيها إرادة الأردنيين وعزيمتهم، فانتصرت على جبهات الداخل والخارج على حد سواء.

الآن، يمكن ان نفهم لماذا تجاوزنا أزمة «الربيع العربي»، ولماذا خرجنا من هذه «المعمعة» التي أطاحت بالأنظمة والدول والمجتمعات، كان ذلك بفضل وعي الأردنيين وتوحدهم مع قيادتهم، أو ان شئت بفضل قوة الدولة وقدرتها على فرض نموذجها في التسامح والاستيعاب وفي الانتصار لمنطق «نحن معا» بدل من «احنا شعب وانتو شعب» أو منطق «انا ومن بعدي الطوفان».

الأردنيون، اليوم، وهم يستعدون للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس الدولة، يشعرون بالاعتزاز اكثر من أي وقت مضى بالدولة التي أسسها أجدادهم، وتناوبوا على بنائها وتعزيزها والحفاظ عليها جيلا بعد جيل، وإذا كانت بعض المحطات قد زعزعت ثقتهم بحكوماتهم ومؤسساتهم، وزرعت داخلهم بعض الشكوك والهواجس والمخاوف، فإنهم في هذه اللحظة الصعبة التي اثبتوا فيها لأنفسهم بأنهم «أقوى» مما كانوا يتصورون، يستعيدون ثقتهم بدولتهم، ويتطلعون إلى ما أنجزته في مرايا العالم المتحضر، بدل أن يقارنوه بما أنجزته دول تشاركهم في الجغرافيا والتاريخ، وفي التجربة أيضا.

هذه، بالطبع، فرصة للتذكير بمسألتين، الأولى ان ما قدمته الدولة من أداء فاق كل التوقعات واصبح مصدر اعجاب لدى الآخرين في مواجهة هذا «الوباء»، يجب ان يكون نقطة انطلاق لبناء مرحلة جديدة قادمة، تنهض فيها الدولة مع المجتمع للتوافق على تأسيس «مشروع» وطني يجمع الأردنيين بكافة اطيافهم وتوجهاتهم على مشتركات للإصلاح المطلوب، فقد حان الوقت فعلاً «لبناء» الأردن الجديد، اردن العدالة والحرية والمواطنة، وها قد جاءت الفرصة التي انتظرناها منذ سنوات.

أما المسألة الثانية فتتعلق بالانطلاق منذ الآن لترميم « آثار العدوان» الذي تسبب به وباء «كورونا» على جبهة الاقتصاد، فمعركتنا القادمة بعد انحسار الأزمة ستكون صعبة، ليس فقط على صعيد الأوضاع المالية والاقتصادية وانما بما تفرزه على صعيد مجالاتنا الاجتماعية والنفسية وقدرة المجتمع على «التكييف» مع نتائج ما حصل، الأمر الذي يستدعي تشكيل «خلية أزمة» وطنية بمشاركة خبراء اقتصاديين، لوضع برامج عملية تساعدنا في التعامل مع إفرازات «تعطل حركة» الاقتصاد وتجاوز تداعياته.

يبقى لدي رجاء وهو، ان نمسك بهذه اللحظة التاريخية التي أثبتت فيها الدولة الأردنية أنها أقوى مما كان يتصور البعض، وان نستثمر فيها لبناء المستقبل الذي يليق بأبنائنا، يكفي ان «الثقة» التي كنا نشكو من غيابها بين الناس ودولتهم قد عادت، وعليها وبها يمكن ان نحتفي معاً بدولتنا الأردنية وهي تطوي مئة عام من عمرها..

لنمضي نحو الغد المشرق بكل عزيمة واعتزاز.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/31 الساعة 00:46