اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

حميض يكتب: فيروسات جديدة انتقلت من الحيوان للانسان.. ماذا يقول الفقه

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/29 الساعة 00:41
مدار الساعة,الأمن,

بقلم: ابراهيم وليد ابراهيم حميض *

ما يعيشه العالم اليوم من بلاء ووباء وأشد منه الخوف والهلع لا شك أنه بما كسبت أيدي الناس وبظلم منهم وهذا يدعونا لاماطة اللثام عن بعض ما درسناه بالفقه وتلقيناه دون تمحيص أو تحليل ولعل الازمات تدعو للبحث في المسلمات والكشف عن المبهمات وقديما قالوا الحاجة أم الاختراع.

لقد أكرم الله الانسان فسخر له الحيوان (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (79 ) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (80) سورة غافر

لكن الانسان تعدى فوق هذا التسخير ولم يعد التعدي خافيا على أحد فإعلانات الزواج من الحيوانات تشهر في وسائل الاعلام المتنوعة وممارسة الجنس مع أنواع الحيوانات المختلفة أصبح صناعة لها أفلام تصور ولها مخرج ينتج ولها ممول يسوق ، وهو انحطاط بالبشرية لم يسبقه انحطاط .

في الفقه أحكام شاملة لمثل هذه المسائل وقد يبدو موقف الاسلام متشددا من هذا الشذوذ لدرجة أن يصل الحكم القتل للانسان والحيوان ، فما سر هذا التشدد؟ هل ما نسمعه اليوم عن فيروسات جديدة انتقلت من الحيوان للانسان كان سببها الوطئ بين البشر والحيوانات ؟ نعرض آراء الفقهاء ويبقى دورنا التعريف بطهارة الاسلام وسموه في تكريم الانسان وللعلماء دورهم في اكتشاف مسببات الفيروسات الحديثة

فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني والأرناؤوط.

وفي رواية الترمذي وأبي داود: فقيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا، ولكن أرى رسول الله كره أن يؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عمل بها ذلك العمل.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصه: ذهب جماهير الفقهاء إلى أنه لا حد على من أتى بهيمة لكنه يعزر؛ لما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : من أتى بهيمة فلا حد عليه . ومثل هذا لا يقوله إلا عن توقيف، ولأن الطبع السليم يأباه، فلم يحتج إلى زجر بحد. وعند الشافعية قول : إنه يحد حد الزنى وهو رواية عن أحمد. وعند الشافعية قول آخر : بأنه يقتل مطلقا محصنا كان أو غير محصن.

ومذهب جمهور الفقهاء- الحنفية والمالكية والشافعية- أنه لا تقتل البهيمة، وإذا قتلت فإنها يجوز أكلها من غير كراهة إن كانت مما يؤكل عند المالكية والشافعية، ومنع أبو يوسف ومحمد أكلها . وقالا : تذبح وتحرق. وأجازه أبو حنيفة، وقد صرح الحنفية بكراهة الانتفاع بها حية وميتة .

وذهب الحنابلة إلى أن البهيمة تقتل سواء كانت مملوكة له أو لغيره . وسواء كانت مأكولة أو غير مأكولة . وهذا قول عند الشافعية، لما روى ابن عباس مرفوعا قال: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. وعند الشافعية قول آخر : إنها تذبح إن كانت مأكولة، وصرحوا بحرمة أكلها إن كانت من جنس ما يؤكل. اهـ

بعد هذا العرض نرى تشدد الاسلام في هذا الشذوذ دون تهاون صاينة للانسان والحيوان وخوفا من بيئة مشتركة بين الحيوان والانسان لعلها تكون مناسة للامراض والفيروسات بل إن الاسلام اعتنى بطعام الحيوانات التي أباح الله عز وجل أكلها فلا بد أن يكون أكلها طيبا وليس نجسا أما التي تأكل النجاسات فتسمى (الْجَلالَة ) وهِيَ الَّتِي تَأْكُل الجِلَّة ، والجلة : البَعر .فلا يجوز أكل لحمها ولا شرب حليبها بل ورد النهي عن ركوبها .

عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الْجَلَّالَةِ ، وَأَلْبَانِهَا ) رواه الترمذي (1824) ، وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .

قال الخطابي رحمه الله : " فأما إذا رعت الكلأ ، واعتلفت الحَبَّ ، وكانت تنال مع ذلك شيئاً من الجِلَّة ، فليست بجلالة ، وإنما هي كالدجاج ونحوها من الحيوان الذي ربما نال الشيء منها ، وغالب غذائه وعلفه من غيرها : فلا يكره أكله " انتهى من " معالم السنن " (4/244)

ومن المسلمات التي تثير التساؤل ما ورد عن قتل عيسى عليه السلام الخنزير ونحن نعلم تحريم الله عز وجل أكله لكن لم يحرص عيسى عليه السلام على قتل الخنزير ؟ لا بد أن هناك حكما على العلماء اكتشافها والنظر في أسرارها وللفقهاء أقوال وجيهة في هذا الحيوان

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ) رواه البخاري (2222) وبوب عليه بقوله: باب قتل الخنزير، ومسلم (155)، ورواه البيهقي في " السنن الكبرى " (1/244) وبوب عليه بقوله : باب الدليل على أن الخنزير أسوأ حالا من الكلب .

يقول ابن حزم رحمه الله :" أخبر عليه السلام أن قتل الخنزير من العدل الثابت في ملته التي يحييها عيسى أخوه ، عليهما السلام " انتهى." المحلى " (7/296)

وقال ابن بطال رحمه الله :

" أجمعوا على قتل كل ما يُسْتَضَرُّ به ويؤذي ، مما لا يبلغ أذى الخنزير ، كالفواسق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم المُحرِمَ بقتلها -( عن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خمس من الدواب كلهن فواسق، يُقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة والكلب العقور".-، فالخنزير أولى بذلك ، لشدة أذاه ، ألا ترى أن عيسى ابن مريم يقتله عند نزوله ؟! فقتله واجب .

وفيه دليل أن الخنزير حرام في شريعة عيسى ، وقتله له تكذيب للنصارى أنه حلال في شريعتهم".

نحمده تعالى أن أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ودعانا للتفكر في أحكامه وشرائعه لعلنا نتبصر ونهتدي الى سبل السلام واصلاح الارض بعد افسادها ،والعالم الآن بحاجة ماسة لمنهج الاسلام لاحداث الفرق في حياة البشرية لعلها تشعر بالسعادة بعد التعاسة ،وبالأمن بعد الخوف وهذا دور الانسان المسلم الخليفة الذي عهد الله له هذا الدور لكنه نسي فهلا من عزم.

* ماجستير شريعة

ewhumaid@msn.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/29 الساعة 00:41