ملكاوي يكتب: صندوق وطني لدعم الخزينة

بقلم: حسان عمر ملكاوي

يقول الشاعر الراحل سليمان عويس:

اوصيك يا ابني بالوطن جاد الوطن او جف

احمل جراحات الوطن ثقل الحمل او خف

اوصيك لا تجعل فؤداك للخنا محراب

حتى لو حبل المجاعة على الوريد التف

مع الشكر والاشادة بكل من تبرع لدعم الدولة في مواجهة فيروس كورونا سواء من القطاع العام او القطاع الخاص او الافراد، ولا اقصد التبرع المادي فقط بل التبرع الفكري والبدني والمساعدة، سواء من خلال التوعية او من خلال الالتزام بالتعليمات والارشادات، ولكنني اقول انه يظهر جليا ان العالم كله تأثر اقتصاديا وقد نجد اعادة في الترتيب الاقتصادي للدول بعد الازمة وقد تتأثر كثيرا المساعدات الخارجية من الدول المانحة.

ومن هنا فان الخطر الاقتصادي داهمنا اكثر من السابق ونحن دولة تعاني اصلا من اوضاع اقتصادية صعبة وموارد محدودة بالمقدرات المادية الا انها كبيرة بالامكانيات البشرية والفكرية والتعليمة والاجهزة والكوادر في جميع المجالات، يضاف الى ذلك كله ان من الله علينا بقيادة هاشمية حكيمة تقود المسيرة والسفينة،

وانني اقترح ان يتم دراسة إنشاء صندوق وطني لمواجهة الازمة ودعم الخزينه ووضع آليات لصرفه وآليات لموارده، ومن هنا فانني اجتهد بذكر بعض اليات الموارد وهو اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ.

١. صدور قرار من الحكومة بخصم نسبة ١٠% من الميزانية المقررة لكل جهة وتحويلها الى الصندوق لتكون هي النواة الاولى في موارد الصندوق.

٢. اقتطاع مبلغ من الرواتب وبنسب معينة حسب قيمة الراتب على ان يبدأ الاقتطاع للرواتب التي تزيد على ٤٠٠ دينار وتكون النسبة غير شاملة اول ٤٠٠ دنيار من الراتب وتحديد مدة ايضا لهذا الاقتطاع حسب الرواتب ومثال مثلا الرواتب التي تزيد عن ٤٠٠ ولغاية ٦٠٠ يكون الاقتطاع لمدة ٣ شهور.

والتي تزيد عن ٦٠٠ ولغاية ١٠٠٠ دنيار يكون الاقتطاع لمدة سته شهور وان ينطبق ذلك على القطاع العام والخاص ، وهكذا بحيث تزيد النسبة ومدة الاقتطاع حسب الدخل.

٣. فرض نسبة تبدا من ١% وتصل الى ٥% على الحولات الداخلية والخارجية وتربتط النسبة بالقيمة للحوالات.

٤. فرض نسبة ضريبة اضافية تبدا من ١% ولغاية ٥% على الدخل والارباح وعلى ان يبدأ تطبيق النسبة على كل فرد او شركة يزيد معدل المبلغ الخاضع للضريبة عن خمسين الفاً.

٤. فرض مبلغ معين ورمزي على المشتري والبائع على كل معاملة بيع اصول ثابته او متنقلة او معاملة تجديد اي اوراق يتطلب القانون رسوم عليها.

٥. فرض مبلغ على كل عملية تسجيل او تجديد شهادة تاجر.

٦. فرض مبلغ على رسوم الترشيح المقررة لاي جهة يقتضي القانون دفع رسوم لها عند الترشح.

٧. فرض مبلغ دينار واحد شهريا ولمدة سنه على كل فاتورة هاتف ارضي او نقال او فاتورة مياه او فاتورة كهرباء وان يكون المبلغ مختلف اذا كان الاشتراك تجاريا.

٨. اعلان يوم وطني للتبرع الذاتي لمن يرغب.

وما ذكر مجرد اليات بسيطة ووممكن الاضافة والقياس عليها وعلى استعداد لتقديم تصور كامل ولكن المجال لا يسمح لذكر كافة الامور ولكن يضا يجب مراعاة ان الاموال هي حاجة نسبية و بعد رقم معين هي مجرد ارصدة في بنوك وان الحاجات الاساسية لكن انسان تقف عند رقم معين لذلك كلما زاد الدخل قل اثر المساهمة ماديا على صاحبها وان التعاليم الدينية اوحبت التكافل والتضامن والمساعدة والتضحية لاجل الوطن.

حبذا لو يتم دراسة هذا الطرح والفكرة وفتح باب المساهمة خاصة ان الوضع الاقتصادي تاثر كثيرا على المستوى العالمي ولذلك حتى بعد التخلص بعونه تعالى من فيروس كورونا سوف يكون الوضع الاقتصادي والخزينة بحاجة الى دعم وتوفير في النفقات، واطالب الاجهزة المختصة بالاعتماد على سيارات اقتصادية وبسيطة والغاء وبيع جميع السيارات الفارهة، وعلينا جميعا حكومة وقطاع خاص ومواطن اعادة التفكير بالانماط والعادات الاستهلاكية
واخيرا فان الوطن دائما يستحق التضحية، وكما قال الشاعر الراحل عمرا الفرا:

الوطن يابني شبيه الام ان ارادات ترضع وتفطم ان ارادت توهب وتحرم

باي حاله اسمها الام

الوطن يسكن خلايا الدم

غريزة تسري عبر الدم..

والوطن الذي لا نحمية لا نستحق العيش فيه.

وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.