العساف يكتب: هذا الربيع .. فقدنا طعم يوم الام وتقديم الساعة والجاهات ورمضان

بقلم راشد العساف

طغت ازمة الكورونا في الاردن على احداث مهمة بالنسبة للاردنيين، لان الواقع فرض نفسه علينا، وعلى سلوك حياتنا المعتادة .

في 21 من اذار الحالي، مر يوم الام مرور الكرام ولم ارى تلك الجلبة التي تحدث كل عام له، فقد الاردنيين هذا العام تلك البهجة لهذا اليوم، والاستعداد المبكر للاحتفال بامهاتنا، واحضار الهداية القيمة لهن، وكان لسان حالنا يقول نحن في ورطة بسبب فيروس .

حدث اخر كان اليوم، بتقديم عقارب الساعة 60 دقيقة، هذه الخبر الذي اعتدنا عليه ان نراه "عاجل" على المواقع الاخبارية والتطبيقات الهاتف، الا انه ايضا مر دون ان نشعر، حتى انا تذكرته بعدما فاتت عقارب الساعة ذاك التوقيت، حيث كنت في كل عام انشر نفس المنشور قبل ساعات بأن اليوم سنقدم الساعة ساعة، وعندما يحين الوقت انشر نفس المنشور، ولكن اليوم تأخرت، والسبب عدونا البيولوجي .

في الربيع، تكثر الجاهات وحفلات الخطوبة، فهو موسم مناسب ينتظره الشباب والبنات على احر من الجمر، لكي يعلنوا الخطوبة، ونحن ننتظر اتصالاتهم لنشاركهم الفرحة ونأكل صحن الكنافة الناعمة وعلبة البيبسي بعد ان نقرأ الفاتحة على نية التوفيق، وجميعنا يعلم ان الامور "منتهية" ولكن هذا "بروتوكول فرح" نسعد بالمشاركة فيه.

في الجاهات التي تحرمنا اياها "كورونا المتسجدة"، كنا نتشوق لاي صديق بان يُقدم على هذه الخطوة، لنرى فيها اصدقاء الدراسة في موعدنا المعتاد كل ربيع، ولكن هذه العام حرمنا من هذه الفرحة ايضا.

قبيل رمضان، كنا ننتظر بشوق ولهفة تحري هلال شهر رجب حتى نبدأ العد العكس لشهر البركة، الذي ننتظره بلهفة، ولكن هذا العام ايضا مر رجب ودخلنا بشعبان ومقبلين على رمضان دون ان نشعر .

غيمة سوداء تبسط نفسها فوق ارجاء المعمورة وكأننا في فيلم خيال علمي، لا تفرق بين عربي واعجمي، مهما اختلف دينه ولون وعرقه، ولكن نعلق امالنا بالله عز وجل بأن يبدد هذه الغيمة وتعود ايامنا الى ما كانت عليه، بحلوها ومرها.