عام السكك الحديدية!

بعد مشروع باص التردد السريع الذي قلب عمان رأسا على عقب، وأدخلها في متاهة لا نعرف منتهاها، جاء الترويج لمشاريع السكك الحديدية، وكأن المسؤولين الذين قلبوا قائمة المشاريع الكبرى في أرشيف الدراسات عثروا على أفكار كانت قد شاخت فأرادوا أن يبعثوا فيها روح الشباب

من هذه المشاريع الكبرى مشروع سكة الحديد الوطنية وأخرى بين عمان والزرقاء وثالثة بين العقبة وإربد مرورا بعمان وهكذا

كل الدراسات تقول أن هذه المشاريع مرتفعة التكاليف في بنائها وتشغيلها، وتحتاج الى تمويل لكن مشروط بضمان الربح من البنوك أو مستثمرين مهتمين والخيار فيها إما الإقتراض ما يرفع المديونية أو جلب التمويل من القطاع الخاص بضمان استرجاع الكلفة والربح ما يحتاج الى دعم من الخزينة

الدراسات السابقة قدرت مشروع سكك لربط الأردن بالدول المجاورة بما في ذلك نقل البضائع من العقبة إلى إربد بنحو 6 مليارات دولار وهي لم تعد كذلك بأسعار اليوم

إذا كان تمويل هذا المشروع من شركات استثمارية من القطاع الخاص المحلي والعربي والدولي فهو استثمار يدخل ليسترد ماله ويربح وشروطه أن تضمن له الحكومة عائدا يحقق له ذلك أي أن الحكومة ستقوم بتسديد ما ينقص من جيبها

يقول الخبراء ان أي مستثمر سيدخل في مثل هذا المشروع يحتاج لأن يضمن عائدا بين 15 و 20% سنويا ولغاية عشر سنوات ليصبح مجديا فهل الحكومة مستعدة لتحمل الفرق ؟

حتى لا تصبح مثل هذه المشاريع الكبرى عبئا على الخزينة على القطاع الخاص أن يكون مستعدا لتحمل الغرم فيها قبل الغنم وهو ليس ممكنا حتى في الدول المتقدمة ما سيجعلها دائما بحاجة للدعم الحكومي لتستمر

مثل هذه المشاريع تحتاج للمال أو الاقتراض المباشر إن أخذته الحكومة على عاتقها وغير المباشر إن إلتزمت بضمانات للمستثمر أن يسترد رأسماله حتى لو ملأت المقاعد الفارغة من جيبها

إذا كان باص التردد السريع تأخر العمل فيه أكثر من عقدين من الزمن وما أن بدأ العمل فيه استغرق حتى اللحظة عشر سنوات بينما يستبدل العالم اليوم السكك التقليدية بالقطارات السريعة التي يخطف مرورها الأبصار فعن أي نوع من السكك تتحدثون؟
الرأي