العجارمة يكتب: راصد والرقابة على البرلمان

د. أحمد فايز العجارمة

مركز الحياة راصد، مؤسسة المجتمع المدني الأردنية الأبرز في مجال مراقبة الانتخابات والرقابة على البرلمان، والتي تصدر تقاريرها الإحترافية بكل مهنية وحياد، ووفق أفضل الممارسات العالمية تتعرض في كل مرة يصدر تقريرها حول اداء النواب لبعض حملات التشكيك في صدقية هذه التقارير وحرفيتها، ولكن هذه المرة كانت الحملة أشد والهجوم على راصد أقوى.

نعم إن تقارير راصد لا تخلوا من أخطاء وهي اخطاء تقع ضمن ما هو مقبول علمياً لأي جهد بشري أن يقع فيه، أما أن يصل الحد ببعض الأصوات هنا وهناك بأن يتوقف راصد عن إصدار تقاريره، فهي لا شك دعوات رجعية لا مكان لها في عالم الْيَوْمَ الذي أصبح فيه المواطن شاهداً على كل صغيرة وكبيرة تدور من حوله بفضل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

إن ما يقوم به مركز الحياة راصد لهو من صميم عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تمثل القطاع الثالث الوسيط بين العام والخاص، والسلطة الخامسة التي تُمارس من خلالها الرقابة الشعبية على آداء المؤسسات كافة.

وإذا كان هناك من يعتقد بأن علاقة الناخب بالنائب تنتهي حال وصوله قبة البرلمان، فأدعوه أن يستيقظ من حلمه الجميل وليعلم أنه وفِي عالم الْيَوْمَ فإن المواطن شريك أساسي في مجمل العملية الانتخابية قبل الاقتراع وأثناءه وبعده.

ووسيلته وآلته لتحقيق تلك الشراكة هي مؤسسات المجتمع المدني التي يعد مركز الحياة راصد من أهمها في هذا المجال.