اعلانان هامّان

الكاتب: كمال زكارنة
مدار الساعة - رغم ان اعلان المحكمة الجنائية الدولية ،نيّتها التحقيق بجرائم الحرب الصهيونية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،تم تجميده تحت مسمى الـتأجيل الى اشعار آخر ،بضغط امريكي وتهديد مباشر من ادارة ترامب باغلاق المحكمة كليا اذا تعرض للاحتلال الصهيوني في فلسطين .
الا ان هذا الاعلان الذي صدر عن المحكمة رغم انه اعلان مع وقف التنفيذ،الى جانب اعلان منظمة حقوق الانسان في الامم المتحدة بمعاقبة الشركات الاستثمارية التي تعمل في المستوطنات الصهيونية غير الشرعية وغير القانونية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ،يعتبران اعلانان في غاية الاهمية ويشكلان بداية ولو كانت ضعيفة ،لمحاسبة الاحتلال الصهيوني الذي لم يعتد ابدا خلال العقود السبعة الماضية على اية مساءلة مباشرة او عقوبة او اجبار على تنفيذ اي قرار دولي او اممي صدر بحقه.
نقول انها بداية الجرأة او الشجاعة الدولية في الاقتراب من هذا الاحتلال الاحلالي السرطاني الاستيطاني الصهيوني في فلسطين المحتلة،ونكزه مرتين ولو على الخفيف ،تعتبر حالة مبشرة الى حد ما ،كونها تكسر حاجز المحرمات التي سادت السياسة الدولية منذ اكثر من سبعة عقود مضت على احتلال الصهاينة للارض الفلسطينية.
ومن بين الأسماء المذكورة التي تعمل في المستوطنات الصهيونية غير الشرعية في فلسطين المحتلة ، شركات دولية مثل "إير بي.أن.بي" و"ألتسوم" و"بوكينغ دوت كوم" و"موتورولا سوليوشنز."

علما بان 94 من هذه الشركات مقرها "إسرائيل"، بينما تتوزع مقرات الشركات 18 الباقية في دول مختلفة.
ورغم ان هذا القرار كان يجب ان يصدر قبل ثلاثة اعوام الا انه تأجل عدة مرات بسبب الضغوطات الامريكية ،فانه يعد انتصارا كبيرا للقانون الدولي والعدالة الدولية بوضع هذه الشركات على القائمة السوداء لانها تعمل بطريقة غير قانونية في مستوطنات هي نفسها غير قانونية وغير شرعية كونها مقامة على اراض مغتصبة من اصحابها الشرعيين ،وهذه خطوة في الاتجاه الصحيح يجب ان تتبعها خطوات تنفيذية على الارض تترجم هذا القرار الهام عمليا ،بحيث لا يجد مكانا للتحنيط في اروقة الامم المتحدة.
خط الدفاع الاول والاستراتيجي عن الكيان الغاصب لفلسطين في هذه المرحلة هو ترامب المتسلط على الشعب الفلسطيني بكل غطرسته وتصهينه وعداءه اللامحدود للشعب الفلسطيني وانحيازه المطلق للاحتلال الصهيوني ،فقد حاول وسعى الى تدمير النظام العالمي بالكامل ،ونشر الفوضى العالمية في العديد من دول العالم لكنه فشل فشلا ذريعا ،والان يسعى الى تدمير النظام الامريكي من الداخل ،وهو يحاول ان يجد لنفسه مبررات ومسوغات التدخل في القضاء الامريكي ،هذه هي السياسة والسلك والنهج الصهيوني تاريخيا ،يستخدمون ادواتهم لهدم البنى القانونية وقواعد ونظم واسس العلاقات الكونية والتعايش المشترك بين شعوب ودول العالم حتى يستمر نفوذهم في هذا العالم.
قراران او اعلانان في غاية الاهمية يمكن البناء عليهما ،في قضايا ومواضيع اخرى تتعلق القضية الفلسطينية ،لتجعل الاحتلال الصهيوني معرض للمساءلة والعقاب والاجبار على تنفيذ القرارات الدولية الاخرى ،والتصدي للضغوطات الامريكية الحامية سياسيا وقانونيا للكيان الغاصب زورا وبهتانا.