امانة عمان.. ظلم وظلام !

مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون المحلية - تبدو عمّان في حيرة من أهلها لا من امرها فكلما حدث حادث كثر الحديث واشبعناها جلداً وشتماً.

لم ندرك بعد ان عمّان تضاعف سكانها وقاطنوها الأردنيون وغير الاردنيين أربعة أضعاف خلال سنوات بحجم قبضة اليدين كل على حدة.

لم ندرك ان عمّان غدت كالبيت الذي تأسس لاحتضان شاب وشابة في اول زواجهما واستقبلا ثلاثة او أربعة أطفال وخلال سنوات فوجئ الزوجان بضيوف يقيمون عندهما كل ساعة حتى صار الضيوف زرافات لم يتسعهم البيت وقد ارتمى بعضهم في العراء.

ما ينطبق على البيت العمّاني ينطبق على الشارع الذي كانت تسير عليه سيارات بعدد أصابع اليد الواحدة قبل ان تلتصق السيارات ببعضها وكأنها قاطرة مقطورة وكان هذا أيضاً خلال سنوات قليلة واقل من العقد او تزيد قليلاً حتى ضاقت الشوارع وازدادت ازدحاماً فاختنقت عمان.

مع هذا كله فإن أمانة تزداد ظلماً "كلما دق الكوز الجرة " وهطل المطر او اقبل الصيف.

عندما يهطل المطر ويصيب جزءاً من عمان العاصمة يكثر الظلم فتوصف بأن عمان غرقت بكاملها.

وفي القيظ كلما انقطعت المياه عن منزل او حي أقمنا على عمان الحد وهي التي كبرت وتمددت في حدودها عشرات المرات في مساحتها وحجمها وناسها.

عمان التي ما تزال صامدة في مائها وكهربائها ايام صيفها وشتائها هي التي ظلمناها كلما انقطعت المياه والكهرباء ساعة او ساعتين عن منزل او حي وكأنها في ظلام دامس وان مياها مفقودة كل الوقت.

اما أمينها الدكتور يوسف الشواربة فإننا لا نمدحه ان قلنا انه حاضر عند كل أزمة او حادث تعرض له مكان من أماكن عمان ومتفهم لتقصير حدث ولو كان خارج إرادة "الامانة" وأنه متقبل النقد حتى لو كان النقد الى حد التجريح.

هذه ليست مرافعة عن امانة عمان وأمينها الشواربة بقدر ما نقول انتقدوا في حدود النقد واطلبوا ما يحقق للوطن والمواطن مصالحه ولكن علينا ان نقرَ بأن عمّان ليست عمّان قبل خمسين عاماً وان ناسها باتوا كجيش يقيم في خندق خصص لجنديين او ثلاثة.

فقط.. شجّعوهم على العمل، واتركوا النقد قليلاً.. ومن ثمّ لنحكم عليهم..