المملكة الأردنية المؤابية.. للدكتور أحمد عويدي العبادي

مدار الساعة - يعكف المؤرخ المفكر د احمد عويدي العبادي، في استراحة عن مزاولة العمل السياسي، على تأليف كتاب جديد عن تاريخ الأردن القديم، خاص بالمملكة الأردنية المؤابية التي استمرت لما يقارب عشرين قرناً وانتهت قبيل الميلاد عندما أصبحت مؤاب جزءاً من المملكة الاردنية النبطية.

وظهر من مؤاب ملوك عظماء دافعوا عن مؤاب الأردنية أرضاً وشعباً وهوية وشرعية ووجودا وصمودا، ودفعوا الغالي والنفيس وحموها من العاديات، وقدموا التضحيات والأضحيات والقرابين كطقوس حماية ورعاية وطلبا للنصر على الأعداء وارضاء للآلهة عشتار وملكوم.

ومن ضمن ذلك ما قدمه ملكهم العظيم بولاق بن صفور، حيث ذبح ولديه على اسوار قير حارسة / الكرك عندما حاصرته قوات بني إسرائيل وحلفاؤهم، ثم نقله العاصمة الى ذيبون / ذيبان التي كان جهزها وحصنها كعاصمة للطوارئ وبقيت العاصمة الثانية بعد الكرك الى زمن ميشع، أي بعد ثلاثة قرون ونيف.

الجدير بالذكر ان الملك بولاق بن صفور عاصر سيدنا موسى، وعاصر فرعون والملك حدد بن بدد ملك المملكة الأردنية الأدومية وكان للملك بولاق نصيب كبير في اخبار التوراة، وكان حليفا لكل من الملك حدد وفرعون التسخير / رعمسيس الثاني، وفرعون الخروج/ مرنبتاح، كما بينا مفصلا في كتابنا المملكة الأردنية الأدومية وفي هذا الكتاب.

واما الملك المؤابي العظيم الاخر فكان الملك ميشع صاحب حجر ذيبان المشهور الذي حرر مؤاب الأردنية من الاحتلال الإسرائيلي ودون انتصاراته وانجازاته على حجر ذيبان الموجود حاليا في متحف اللوفر في باريس وقد راه المؤلف هناك في صيف عام 1998

وارتبط اسم الملك ميشع بالمنسف الأردني عندما طلب من شعبه ان يطبخوا اللحم باللبن مخالفا الشريعة اليهودية فأطاعته رعيته فوجدها فرصة لشن حرب التحرير فانتصر وحرر بلاد مؤاب من الاحتلال الإسرائيلي وقتل الإسرائيليين شر قتلة، وجاء المؤلف على قصة المنسف بالتفاصيل

وكان للمؤابيين أكثر من موقع مقدس أهمها جبل نبو وصياغة وهي المكان الذي يعتقد اليهود ان موسى رأى بلاد كنعان منه وانه مات ودفن في صياغة وهو ما فندناه وأثبتنا عدم صحة هذ الاعتقاد

وفي زمن بولاق ظهر النبي بلعام وكان مقره في مدينة بلعما (غربي المفرق الحالية) واليه تنسب المدينة وهو الذي انسلخ من آيات الله سبحانه ومات على غير ملة التوحيد

يتحدث الكتاب عن المجتمع الأردني المؤابي عبر الفي سنة وهي مدة استمرار الدولة المؤابية وعن ملوكهم وحروبهم وعباداتهم والهتهم ولغتهم وهي العربية الثمودية، وامتداد المملكة المؤابية الى اعماق البادية الأردنية شرقا، وتحالفها مع الممالك الثمودية الأردنية مثل ادوم وعمون وسبا الشمال أي الجوف

ومن أشهر ملوكهم الملك عجلون الذي سميت عجلون نسبة اليه وهو الذي استعاد اريحا وغور الأردن غربي مجرى نهر الأردن الى السيادة المؤابية الأردنية بالتحالف مع مملكة عمون الثمودية ولكنه لقي حتفه غدرا من قبل اليهود في حينه

ويجد المؤلف متعة هائلة في الكتابة عن هذا التاريخ رغم شح المصادر.

ويسلك د احمد عويدي العبادي في التأليف منهجه الخاص في كتابة التاريخ وهو المنهج التحليلي وليس المنهج السردي، أي انه لا يكتفي بسرد الوقائع وانما يقف عند الروايات ويحللها ويرجح الصحيحة منها ويرفض الأخرى
وقد استطاع ان يخالف ويصحح الكثير من النظريات والروايات التاريخية منها الروايات الإسرائيلية ان مؤاب وعمون هما تسمية بسبب خطيئة ارتكبها لوط عليه السلام وهذه اكذوبة كبيرة لا تليق بنبي، ولان المؤابيين والادميين والعمونيين هم ثموديون وهم في الديار الأردنية وكانت لهم ممالك قبل مجيء سيدنا إبراهيم وابن أخيه سيدنا لوط الى ارض كنعان وارض ثمود الأردنية بآلاف السنين.

وكان د احمد عويدي العبادي كتب عدة مجلدات عن تاريخ الأردن القديم باللغتين العربية والإنجليزية من اهمها: التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة من 3000 ق. م – 1800 م

المملكة الأردنية المؤابية والملك المؤسس حدد بن بدد

وكتاب اخر بالإنجليزية من ثلاثة مجلدات عن التاريخ السياسي للعشائر الأردنية.