اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عماد مجاهد يكتب: الغرباء

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/06 الساعة 21:36
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم: عماد مجاهد

يقول عالم النفس الشهير سيجموند فرويد: إذا وجد موهوبان موسيقيان أحدهما في باريس والآخر في الكونغو، فإن الموهوب الموسيقي في باريس سيصبح موسيقاراً كبيراً بمستوى باخ أو بتهوفن، أما الموسيقي الموهوب الآخر الموجود في الكونغو فإنه سيصبح من أشهر قارعي طبول القرية.

هذا القول من عالم النفس الشهير فيه معانٍ غاية في الأهمية، فالبيئة والثقافة المحيطة بالمبدعين والموهوبين هي عامل أساسي يحدد مستوى الابداع في شتى مجالات الحياة، فلو عاش الموهوب في دولة حضارية ومجتمع مثقف داعم للعلم والثقافة، فسوف يصل إلى مستوى متطور على مستوى العالم، نتيجة اهتمام مجتمعه وبيئته وحكومته، بينما الموهوب الذي يعيش في بيئة بعيدة عن الحضارة والاهتمام بالموهوبين، ويبقى مستواه متواضعا مهما اجتهد وقدم.

الغريب أن من يقرأ سيرة العلماء والموهوبين على مر التاريخ، سيفاجأ بأن معظمهم تعرض للكثير من الاضطهاد والتعذيب والإهانة والفقر والموت أحيانا، فمثلا نشر كوبرنيكس كتابه حول مركزية الشمس (المدارات) سنة 1534وهو على فراش الموت خوفا من القضاء آنذاك، كما أصدر قاضي روما حكما على جيوردانو برونو سنة 1601 بربطه بحبل رطب يشتد تدريجيا حول عنقه ليخنقه بشكل تدريجي حتى الموت في الطريق العام، وبحسب الروايات كان المارة الذين اقتربوا منه يسمعوه يتمتم ويقول إن الأرض كروية. حتى أن غاليليو نفسه لم يسلم من القضاء الذي فرض عليه التراجع عن نظريته التي تقول ان الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وان الأرض كروية، وبعد خروجه من المحكمة سمعه حراس المحكمة وهو يقول ومع ذلك فان الأرض كروية!!

في سنة 1980م اغتال الموساد الإسرائيلي العالم النووي المصري الشهير يحيى المشد الذي قاد المشروع النووي العراقي، وقبل اغتياله بفترة قصيرة واثناء زيارته لمصر، التقى بالصدفة مع أحد الإعلاميين الذي وجه له رسالة عتاب كونه لا يزور بلده مصر التي ولد فيها وترعرع، فرد عليه قائلا أنا يا عزيزي أزور والدتي كل أسبوعين مرة تقريبا في إجازة خاصة وبطائرة خاصة ليومين فقط، ثم اعود لعملي مباشرة، فقال له الصحفي لماذا لا نعرف أنك في مصر، فأجابه المشد لأنني لست من نجوم الفن والرقص والطرب!!

يوم الخميس الماضي اتصل بي مخترع أردني يقيم في الأردن، قال لي أنه سجل أكثر من مئة اختراع، فوجهت له سؤالا وهو هل تم تصنيع هذه الاختراعات في الأردن أم في الخارج، فقال لي انه لم يلق أي اهتمام من أي جهة داعمة لتصنيع اختراعاته التي تفيد الأردن والبشرية على وجه الأرض.

وفي حديثي عن المخترعين الأردنيين، اذكر انه اتصل بي مخترع أردني آخر قبل شهرين، وهو اسم معروف جدا لدى الجهات الرسمية ذات العلاقة، يطلب مني مساعدته في تأمين وظيفة من خلال معارفي لإعاشة أسرته، أو مساعدته في وظيفة لإحدى بناته التي تخرجت حديثا لكي تساعده أيضا بدلا منه.

ما يحدث في بلادنا العربية من اللامبالاة والاضطهاد وعدم الاحترام من قبل الحكومات والقطاع الخاص مؤلم وغريب جدا، بينما تسعى فيه دول العالم المتقدم للبحث عن الموهوبين والمخترعين واستغلال قدراتهم لتحويل أفكارهم في التصنيع التي تعتبر الداعم الرئيسي لزيادة الصادرات وضخ الخزينة بمليارات الدولارات تزيد عشرات أضعاف ما يدخل من عملة صعبة على كبرى الدول المصدرة للنفط.

معظم المخترعين والموهوبين في الدول العربية يهاجرون الى دول أوروبا والكاوبوي الأمريكي والنمر الاسيوي، وأصبحوا من كبار العلماء والمخترعين فيها، لكنهم غدو غرباء عن بلادهم التي لم يتمكنوا فيها من العثور على وظيفة يعيشون منها، فطوبى للغرباء!!.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/06 الساعة 21:36