اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

رسالة عرار إلى «صالح وصفي» التل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/28 الساعة 01:16
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

في تاريخ البشر هناك أشخاص خلدهم التاريخ، وقليل من خلدّ الموت ذكراهم فلم تمت سيرتهم، وكيف تموت وهم المبرزّون والأوفياء والشجعان لقضاياهم الإنسانية والوطنية، وحسبنا في هذا المقام أن «صالح وصفي» مصطفى وهبي التل تحول من رئيس حكومة، سياسي وطني مقدام واسع الأفق نقي السيرة والسريرة، الى أسطورة تتناقلها الأجيال الصاعدة، وتضرَب بها الأمثال عندما يتمنى الشعب قائدا لحكومة يعشقها الشباب والكهول والعجائز والشيوخ من الرجال، فأين منا الرجال الرجال، ولماذا بات يكره البعض أن تُضرب بوصفي الأمثال.. أليس والده شاعر الأردن الخالد «عرار» أيضا حياً بيننا لا يزال، أم أن الفئران تظن أنها تقوض شامخات الجبال.

عندما ولد وصفي لأبيه عرار، كان بعيدا عن والده، فعجبا أن يولد الٍبكر مهاجرا ووالده منفيا في زوايا الأوطان، فبعث مصطفى التل الى «فلذة كبده» الأولى رسالة كتبها على صورته وخطّ فيها شجونه المتنازعة من شغاف القلب الى طيف روحه، فأسماه «صالح وصفي» إسم مركب يرتجي منه صلاح أمرّ ذلك الوليد الذي لم يره حتى حينه، وكأن روح الشاعر قد استشرفت مستقبلا لشاب بطل لا تلين له قناة، ولوطن بات يمخرّ عباب بحر الظلام نحو شمس العلا، علّ االله ينفع به أمة ضاعت وضيّعت وحدتها بين جزّار وسلّاخ، وكأن عرار أقسم على االله فأبره بوصفي رمح الأبطال ومضرّب الأمثال.

كتب عرار على تلك الصورة كليمات تضرب سويداء القلب وتدمع عين كل حليم فماذا قال:

"الى ولدي الذي بلغ من العمر أربع سنين ولم أر وجهه، الى من حوله يدور محور أحلامي في الليل وموضوع أفكاري في النهار، الى من تحن لمرآه روحي ويشتاقه قلبي، أقدم رسمي هذا، 25 حزيران 1922م. وهبي التل».

ذلكم عرار الذي لم يرّ ولده حيث ولد مع أمه بعيدا عنه في كردستان لخمس سنوات مضين من عمره، فنذره خادما لأمته ووطنه العربي الكبير لا فرق بين كرّدي وعربي وبين مسيحي ومسلم، وحتى ذلك التاريخ لم يتحول العرب الى «عربان متقوقعين» في حدود وهمية، كان عرّار ملهما مجاهدا ومجاهرا ضد البؤس الوطني، ومسكونا بعشق وطنه، ثم رزق بعد وصفي بإخوته الثلاثة «احمد مريود» و«سعيد عمّون» و«معين قحطان» التل.

اغتيل وصفي غيلة من مجرمين دفعتهم جماعة الخونة، ولغبائهم ألصقوا الجريمة بالقضية الفلسطينية والمقاومة، فيما القضية والمقاومة أبعد ما كانت عن تلك الجريمة الدنيئة، فوصفي لم يكن جبانا مرتجفا مختبئا في عباءة التبعية للأعداء، بل كان بطلا مقداما محاربا في جيش الإنقاذ على أرض فلسطين الأبيّة، وعالما مدركا بأن الأردن القوي المستقل الإرادة كان منصة المقاومة والنصر على الأعداء، ولم يدر أن صبيانا غرّا سيقتلون القضية بقتله.

مئة عام على ولادتك، فنمّ هانئا يا وصفي حيث اسمك لا يزال يرعب الكبارالصغار، فكنت جواداً أبلق تحارب ريح، واليوم «ماتت جيادنا واستراح الريح»، وما زلنا نبحث عن وصفي.

الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/28 الساعة 01:16