اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عرب الجاهلية ومن تلاهم

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/02 الساعة 23:08
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

في ساعة واحدة، يصاب مائة وعشرون عراقيا، جراء المواجهات مع القوات الأمنية، خلال المظاهرات التي خرجت احتجاجا على الفساد وسوء الأوضاع، والحمد لله، فإن الرقم متواضع مقارنة بالأرقام في بقية الأيام، وهذا يسجل لكل الأطراف، ويعبر عن حكمة

الإنسان العربي ليس له قيمة أو وزن، هذا ما يتوجب علينا الاعتراف به، ليس له قيمة أو وزن في موازين السلطات الرسمية العربية، ولو تأملنا أرقام الربيع العربي وحدها، لذهلنا جميعا، من حيث ملايين القتلى والجرحى والمشردين، وأعداد كبرى اختفت، أو مساجين باعتراف الرسميين في دول كثيرة، لكن المشترك بين الكل ان هذه مجرد أرقام، لم تعد تعني شيئا، ويتم الإعلان عنها يوميا بشكل عادي، ولربما تستمتع السلطات الرسمية بإعلان هذه الأرقام من اجل اخافة البقية، وانهم سيلقون ذات المصير الاحصائي، اذا تمردوا

اذا عدنا الى البنية الدينية بمعناها الثقافي، فإن حرمة إيذاء الانسان وقتله، حرمة مرتفعة جدا، وإذا كان العرب قبل الإسلام قدموا نماذج بشعة في الاقتتال، وقدموا أيضا نماذج مؤلمة من ذات الطينة بعد الإسلام، فإن الدين على ما يفترض جاء لوضع قاعدة أخلاقية، بين الانسان والانسان، والانسان والحاكم، لكن ما نراه اليوم، يثبت اننا لا نخضع الى قواعد الإسلام ولا الجاهلية، وندور في فلك دموي لا حد له

اسأل نفسي سؤالا واحدا عن كل أولئك الملايين الذين قتلوا منذ فترة قدوم الاستعمارات الى منطقتنا، وما تلاها من ظروف وفتن وفوضى، تحت عناوين مختلفة، أي أولئك الذين قتلوا مجانا في مائة عام أخيرة، وماذا حقق رحيلهم، وماذا استفادوا حقا، من هذا المصير، ثم ما هو نتاج كل هذا المشهد على الذين تجرعوا مرارة فراق هؤلاء، الذين رحلوا اما مجانا دون سبب، او تلبية لشعارات جوفاء، او دفعوا كلفة الصراعات في المنطقة؟!

تتصفح يوميا، الإعلام الورقي والإلكتروني، والعناوين كما يلي، مائة قتيل في ادلب، مائتا جريح في البصرة، عشرون جريحا في غزة، مائة جريح في عدن او صنعاء، مائتا قتيل في طرابلس الغرب الليبية، سبعة جرحى في بيروت، وهكذا تتوالى الأرقام، وما هو مثير حقا، حالة الاعتياد على الأرقام، اذ لم تعد تسبب ردة فعل عند احد، بل باتت عملية عادية، وكأننا في أعلى درجات فقدان انسانيتنا، أو انفصالنا عن الاخرين، أو تعبيرا عن الانانية المفرطة، ما دمنا سلمنا نحن، وتضرر الآخرون

المفارقة المذهلة أيضا، اننا نتباهى بقلة حصيلة الضحايا، اذ لو وقعت مواجهة في بغداد، وادت الى جرح خمسين شخصا، لقلنا الحمد الله، لم يصل العدد إلى أكثر من الخمسين، وهذا تورط نفسي في المقارنات بين مشهد دموي وآخر، في هذا العالم العربي المنكوب الفقر والفساد والجوع والذل واستعباد السلطة للناس

مأزق الأرقام رأيناه في الانتفاضة الفلسطينية، في دورتيها، إذ كنا نغضب بشدة في الأيام الأولى، حول عدد الجرحى أو الشهداء، أيا كان، ومع التدرج والاعتياد بات المراقبون والمتابعون يسمعون ارقام الضحايا بكل برودة أعصاب وهم يـتأملون شاشة التلفزة، ويشربون قهوتهم، فلا شيء يستحق وقف هذه الطقوس، والأرقام مجرد مؤشر

لقد كان الموت في ثقافات كثيرة، منتجا، فأنت تعرف لماذا تقدم دمك، وتعرف انه لن يضيع هدرا، وسيقطف ثمر تضحيتك غيرك، لكننا في العالم العربي، فوق مساوئنا التاريخية، نقدم موتا غير منتج، غير مفهوم الأسباب، ولا يتم حتى توظيفه من اجل الاحياء، وهي حالة ندر ان نراها الا في هذا المشرق، ورفيقه المغرب العربي، ويكفينا ادانة لأنفسنا سردنا للأرقام كل يوم، لكن لا أحد يتحدث عن وجوه الأبناء والامهات، وقصص الجدات، واحلام الضحايا، ومن بكى عليهم، ومن تألم ، ومن خسر كل شيء؟.(الغد)

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/02 الساعة 23:08