اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

المومني يكتب لـ طلال الماضي.. لو قالها غيرك يا شيخ..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/18 الساعة 11:16
مدار الساعة,الاردن,الملك,الأردن,صحة,نتائج,العرب,عربية,الدين,اردن,يعني,رحمة,

بقلم: المحامي بشير المومني

سعادة الشيخ الاردني الفاضل طلال الماضي المحترم ..

قرأت رسالتك لجلالة الملكة وبقدر اعجابي بها لأنها جاءت تدلل لا بل وتؤكد على ما وصلنا إليه في وطننا الأردني من حرية تعبير ومقابلة الرأي بالرأي والحجة بالحجة فلقد نالني منها أنها قد أفضت إلى نتيجة مطالبة إنسان أردني بمغادرة مربعات العمل من أجل الوطن الأردني فعدت لقراءة مقالكم الكريم المرة تلو المرة لأجد نفسي مضطرا للتعقيب على ما ورد فيه لا لشيء سوى أنكم من أعيان هذا البلد ومفاصل عروته الوثقى وقد تجسد ذلكم في الحرص الصادق على الأردن بكل ما فيه وعلى رأس رمزيته مؤسسة العرش لكن لأنكم انتم انتم وتاريخكم هو تاريخكم ومواقفكم هي مواقفكم كان لابد من الوقوف على ناصية القول بالتنويه لما شاب نصحكم مما قد يفسر او تفهمه العامة بشكل مغلوط وغيرتي عليك كأردني لا تقل عن غيرتي على جلالة الملكة كأردنية فلا اسمح من غيركم عليكم بأن يصطاد احدهم بمائنا الفرات تحت بند بأن المجاهرة في مناصحة الملوك من قبيل التشهير لأن ماءنا الاردني كأني به من عيون الجنة ..

ولأنكم انتم يا سعادة الشيخ لا غيركم ممن سكن غرفة التشريع الدستورية الأولى كان لنا حق الدفاع عنكم كجزء من حالة ذب الاخ عن عرض أخيه وسمعته ومقامه سواء من جانب فلسفي بحت لفكرة الدولة أو ما هو اسمى منها ليتجسد في فكرة الوطن او من حيث التأصيل الدستوري ومن ثم نصل في حوار العقلاء للنتائج متى استمع احدنا للآخر في مظهر عز وفخر أردني بنكهة قهوتنا وهويتنا واعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة لذا اتمنى ان تعذر قسوتي في الرأي فلا يليق بالأردني إلا صدق الموقف وهذا ما وجدته حاضرا في مقالكم (صدق الموقف) لكن لهذا الصدق وذلكم الموقف عدة وجوه من التأويل والتفسير حتى نصل يدا بيد لنميز الباطل من الحق فيعرف الرجال من الحق ولا يعرف الحق من الرجال كما روينا عن علي كرم الله وجهه ..

ولأنك انت انت يا سعادة الشيخ الأصيل ورب العباءة الناصعة بشليل نظافة اليد ونزاهة الفكرة دعني أقف ابتداء على وصفك للأردن (بالكيان) فوالله الذي لا إله إلا هو لقد ساءني ذلك الوصف ونال من نفسي وجرح ضميري الاردني فالكيان كما روينا ووعينا عرفا ولهجة وسياسة في موطني انما يطلق على الشيء غير المعرف او الذي لا ترغب بالاعتراف به مثل (الكيان الصهيوني) أما الأردن ولا أزاود على وطنيتكم وحرصكم عليه فهو أجلّ تعريف في العصر الحديث دينا وتاريخا ونشأة ونهجا ويكفينا فخرا أن كل الدول العربية نشأت نتيجة حركة تحرر وطنية فيما كان وطننا نتاج ثورة عربية..

ولانك يا شيخنا الفاضل العروبي العزيز على قلبي كأردني رمز من غرفة التشريع الدستورية الاولى كاحد اعيان وطني الحبيب أريد ان احيلك الى المادة السادسة من دستورنا فكيف غاب عن ذهنكم الكريم أن الملكة قبل ان تحمل هذه الصفة كانت ولا تزال وستبقى أردنية لها ما لنا وعليها ما علينا من حقوق وواجبات دستورية وقد وعينا أن لوطننا علينا حقاً ومن هنا ننطلق في فلسفة الواجب والذي قال به جد ملكنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي العربي الهاشمي (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) وليأصل هدي النبوة لنطاق المسؤولية الفردية وربطها بالمصلحة العامة للناس في عبقرية جوامع الكلم فيكون ما كان من قوله (كلكم على ثغرة فلا يؤتين من قبلك) او كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وعليه فلقد قادتكم المقدمات غير الصحيحة الى نتائج غير صحيحة فلا يليق بملكة التحلل من واجب دستوري يفرض عليها الانتماء للوطن واداء الواجب تجاهه بقدر ما يملي عليها جوهر الدين ذلك كأي اردني وأردنية ..

ولأنكم انتم يا سعادة الشيخ انتم لا غيركم احيلكم الى فلسفة الدفاع الاجتماعي ليس بمفهومه الجنائي القاصر بل بمفهومه السياسي الواسع والذي يوجب على الافراد الدفاع عن مجتمعاتهم باعتبار ان العقد الاجتماعي يحمل في جوهره حقيقة اشتراكية الضرر والمنفعة فكما تلكم السفينة في هدي النبوة فلا يرد القول بالاعفاء من المسؤولية تجاه الغير لاننا ببساطة سنغرق معا ومن هنا ايضا عندما هاتفني يوما صاحب قرار مستهجنا حسب وصفه تدخلي فيما لا يعنيني من حال وطننا الغالي ونقدي اللاذع لمؤسسة سيادية قائلا بالحرف (شو صفتك) كان ردي عليه أكثر من قاس عندما قلت له (هذه المؤسسة ملك للشعب الاردني على الشيوع ولكل اردني الحق في ابداء رأيه بما يملكه منها ويلزمه حق الدفاع عنها كواجب فهذه المؤسسة يا ..... ليست مزرعة أهلك بل ملك للأردنيين وانا ادافع اليوم عما املكه) فهل ننكر على أردنية اختا وبنتا واما وزوجة حقها في الوطن المملوك على الشيوع لكل الاردنيين!!؟

سيدي الشيخ الفاضل ولكم محبتي وتقديري لنتحدث بصراحة وصدق ووضوح أكبر فإني والله قد وجدت في مضامين رسالتكم ابلغ تعابير الانتماء والحرص على العرش لكنكم قد بالغتم في ذلك الحرص حتى جلدتم الضحية وعاقبتم الانسان على تصرفه وسلوكه ونهجه الصحيح ووجهتم رسالتكم الى الجهة الخطأ ولانكم انتم انتم ايها الشيخ الحصيف الوازن الكريم لا غيركم استدعى مقالكم هذا التعقيب لا التعقب أما الفصل بين فكرة الدولة وفكرة النظام ففيها من الويلات ما فيها فالعرش سيدي الكريم هو ركن من اركان الوطن والملك بهذا المعنى جزء من هذا الوطن ولا نختزل به كل الوطن ولا ارى مسؤوليتنا جميعا إلا جماعية ومؤسسية فردية وجمعية ومن هنا فإنه من نافلة القول ومما بات معلوما من السياسة بالضرورة أن الملكة لم تكن يوما تحديا او مشكلة بل جرى اتخاذها نقطة ارتكاز للنيل من سيد البلاد بعيدا حتى عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الاصيلة التي اراها تجتمع بكل مروءة وشهامة في شخصكم الكريم لذا كان العتب عليكم بقدر وزنكم وحجمكم ورمزيتكم من الاصالة العربية ولو قال غيرك ما قال لما استدعى ذلكم التعقيب والانتباه آملا قبول وجهة نظر أخرى في المعادلة الوطنية التي كنتم وما زلتم جزءا من بنائها..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم الاردني المحامي بشير المومني

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/18 الساعة 11:16